للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَا} نفي، ومفعول {أَغْنَى} محذوف، تقديره: ما أغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَكَسْبُهُ شَيْئًا، وقيل (١): مَحل {مَا} رفع بالابتداء.

ثم أوْعَدَهُ بالنار، فقال: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣)} يعني: سَيَدْخُلُ أبو لَهَبٍ نارًا تُلْهَبُ عليه، والسين سينُ "سوْفَ"، وقيل (٢): سين الوعيد، وهو فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ مُخَلَّصٌ للاستقبال بالسين في أوَّلِهِ مرفوعٌ، وإنما لَمْ يَتَبَيَّنْ رَفْعُهُ لأنه معتل اللّام بالألف، فَرَفْعُهُ بسكون آخِرِهِ، وكذلك نصبُهُ، وَجَزْمُهُ بِحَذْفِ آخِرِهِ أيضًا. قرأه العامة بفتح الياء الأُولَى، وقرأ أبو رجاء بضم الياء وتشديد اللّام (٣).

قوله: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)} وهي أُمُّ جَمِيلٍ، واسمها صَخْرةُ بنتُ حَرْبِ بنِ أُمَيّةَ، أُخْتُ أبِي سُفْيانَ بنِ حَرْبٍ، ولقبها فاخِتةُ، وكانت عَوْراءَ، وكان أبو لَهَبٍ أحْوَلَ، وكانت تحمل العِضاهَ والشَّوْكَ فَتَطْرَحُهُ في طريق رسول


= ابن خالويه، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ٣٠٥، إعراب ثلاثين سورة ص ٢٢٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٥٠٧.
(١) أي: أن "ما" استفهامية، أيضًا، كالقول الأول، ولكنها مبتدأ، وجملة "أغْنَى" هي الخبر، وهذا قول الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٧٥، وذكره ابن خالويه بغير عزو في إعراب ثلاثين سورة ص ٢٢٢، وقد تقدم كلام ابن هشام في تضعيف كون "ما" هذه مبتدأ.
(٢) هذا المصطلح لَمْ أجده إلا في تفسير القرطبي، ففي قوله، تعالَى-: "سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُواْ بِهِ". سورة آل عمران ١٨٠، قال القرطبي: "والسين في "سَيُطَوَّقُونَ" سين الوعيد؛ أي: سوف يُطَوَّقُونَ، قاله المبرد". الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٢٩١.
(٣) قرأ ابن مسعود وأبو حَيْوةَ وابن مِقْسَبم وَعَبّاسٌ وَأشْهَبُ العُقَيْلِيُّ وأبو السَّمّالِ العَدَويُّ وابنُ السَّمَيْفَعِ: "سَيُصَلَّى نارًا"، وَلَمْ أقف على أنها قراءة لأبِي رَجاءٍ العُطارِدِيِّ، ولكن أَبا رَجاءٍ قَرَأ: "سَيُصْلَى" بضم الياء وتخفيف اللام، وهى قراءة الحَسَنِ وابنِ أبِي عَبْلةَ وابنِ أبِي إسْحاقَ والأعْمَشِ، ورواها مَحْبُوبٌ عن إسْماعِيلَ عن ابن كَثِيرٍ، وَحُسَيْنٌ عن أبِي بكر عن عاصم، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٨٢، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٣٨، البحر المحيط ٨/ ٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>