للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعاصِمُ بنُ أبِي النَّجُودِ وأبو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ بالنصب (١)، وَلَها وجهان أيضًا (٢)، أحدهما: الحال والقطع؛ لأن أصله: وامْرَأتُهُ الحَمّالةُ لِلْحَطَبِ، فلما أُلقيت الألف واللام نُصِبَ الكلامُ، والثانِي: على الذَّمِّ والشَّتْمِ، كقوله تعالَى: {مَلْعُونِينَ} (٣)، وكما يُقال: قامَ زَيْدٌ الفاسِقَ بالنصب، وقيل (٤): نصب "حَمّالةَ" على الذمِّ، أي: أعْنِي حَمّالةَ الحَطَبِ كما قال:

٥٦٦ - نَحْنُ بَنِي ضَبّةَ أصْحابُ الجَمَلْ (٥)


(١) ينظر: السبعة ص ٧٠٠، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٤٠، البحر المحيط ٨/ ٥٢٧، الإتحاف ٢/ ٦٣٦.
(٢) الوجهان قالهما الفراء وابن الأنباري والنحاس وابن خالويه، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٩٨، إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٩١، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٣٠٦، إعراب ثلاثين سورة ص ٢٢٥.
(٣) يعني قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}. الأحزاب الآية ٦١.
(٤) قاله سيبويه في الكتاب ٢/ ٧٠، ١٥٠، والمبرد في الكامل ١/ ١١٣، ٣/ ٣٩، والزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٦، وينظر: أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ١٠١، عين المعانِي ورقة ١٤٩/ أ، وتشبيه المؤلف نَصْبَ "حَمّالةَ" بنصب "بَنِي ضَبّةَ" إنما هو من جهة أن النصب في كليهما بفعل محذوف، وإلا فإن النصب في الآية على الذم، وفي البيت على المدح.
(٥) البيت من الرجز المشطور، للأعْرَجِ المُعَنَّى، وَنُسِبَ للحارث الضَّبِّيِّ، وَلِعَمْرِو بنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّبِّيِّ، وبعده:
نَحْنُ بَنُو المَوْتِ إذا المَوْتُ نَزَلْ
نَنْعَى ابْنَ عَفّانٍ بِأطْرافِ الأسَلْ
اللغة: الجَمَلُ: وَقْعةٌ كانت بَيْنَ عَلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ ومعاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنهما-.
التخريج: شعر الأعرج المُعَنَّى ص ٢٢ (ضمن ديوان الخوارج)، الكامل للمبرد ١/ ١١٢، جمهرة اللغة ص ٢٦٩، إعراب القرآن ٥/ ٣٠٦، فصل المقال ص ٤٤١، شرح الحماسة للتبريزي ١/ ١٥٥، شرح الحماسة للمرزوقي ص ٢٩١، التذكرة الحمدونية ٢/ ٤٠٤، تفسير القرطبي ٢/ ٢٣٩، اللسان: جمل، قحل، ندس، همع الهوامع ٢/ ٢٣، خزانة الأدب ٩/ ٥٢٢، التاج: بجل، جمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>