للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف القُرّاءُ فيه، فقرأه العامة: {أَحَدٌ} بالتنوين، وقرأ الحَسَنُ وَنَصْرُ بنُ عاصِمٍ وَأبانُ بنُ عُثمانَ وَهارُونُ بنُ مُوسَى: "أحَدُ" (١) بلا تنوينٍ طَلَبًا لِلْخِفّةِ، وَفِرارًا من التقاء الساكنين، كقراءة مَنْ قَرَأ: "عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهِ" (٢) بغير تنوين، قال صاحب "إنسان العين" (٣): حَذْفُ التنوين من {أَحَدٌ. اللَّهُ} لالتقاء الساكنين؛ لقرب التنوين من حَرْفِ العِلّةِ.

قوله تعالَى: {اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)} ابتداء وخبر، وقيل (٤): {الصَّمَدُ} نعته، وما بعده خَبَرٌ، والصَّمَذُ في اللغة هو السَّيِّدُ الذي يُصْمَدُ إليه في الحَوائِجِ كُلِّها، ليس فوقه أحَدٌ (٥)، الكامِلُ فِي الصِّفاتِ المَدِيحةِ العالِيةِ، يُقال: صَمَدْتُ صَمْدَهُ، أي: قَصَدْتُ قَصْدَهُ، وتقول العرب: صَمَدْتُ فُلَانًا أصْمِدُهُ صَمْدًا


(١) قرأ زَيْدُ بنُ عَلِيٍّ والحسنُ ونصرُ بنُ عاصم وأبانُ بنُ عثمانَ، وأبو عمرو في رواية هارون بن موسى وعُبَيْدِ بنِ عُمَيْير عنه، ويونسُ بنُ حبيب والأصمعيُّ ومحبوبٌ واللؤلؤيُّ وأبو السمال وابنُ أبِي إسحاق وابن سِيرِينَ: "أحَدُ اللَّهُ" بغير تنوين، ينظر: السبعة ص ٧٠١، الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٤، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٤٤، البحر المحيط ٨/ ٥٢٩.
(٢) التوبة ٣٠، وقد قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة، واليزيديُّ عن أبِي عمرو: "عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهِ" بغير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين، ينظر: السبعة ص ٣١٣، النشر ٢/ ٢٧٩، الإتحاف ٢/ ٨٩ - ٩٠.
(٣) ينظر: عين المعانِي ورقة ١٤٩/ ب.
(٤) هذا الوجه والذي قبله قالهما النحاسُ، ولكنه استحسن كون "الصمد" نعتا لِلَفْظِ الجلالةِ، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ٣٠٨.
(٥) قاله أبو عبيدة وابن السكيت وابن الأنباري وأبو عمر الزاهد، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٣١٦، إصلاح المنطق ص ٤٩، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٨٣، ياقوتة الصراط لأبِي عمر الزاهد ص ٦٠٧، وحكاه ابن الجوزي عن ابن عباس في زاد المسير ٩/ ٢٦٧، وينظر: تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>