للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن الأنباري (١): {أَحَدٌ} في الأصل: وَحَدٌ، فأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة، كما أُبدلت من الواو المضمومة في قولهم: وُجُوهٌ وَأجُوهٌ، ومن المكسورة في قولهم: وِشاحٌ وَإشاحٌ، وَلَمْ يُبْدِلُوا من المفتوحة إلّا في حرفين: أحَدٌ، وامرأةٌ أناةٌ، والأصل: وَناةٌ من الوَنَى، وهو الفُتُورُ، قال الشاعر:

٥٧٧ - رَمَتْهُ أناةٌ مِنْ رَبِيعةِ عامِرٍ... نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أيِّ مَأْتَمِ (٢)

وقال عَطاءٌ (٣): هو المُتَفَرِّدُ بِإيجادِ المَفْقُوداتِ، والمُتَوَحِّدُ بِإظْهارِ المَخْفِيّاتِ.


(١) قال ابن الأنباري: "والمُتَوَحِّدُ: الفَرْدُ من الرجال الذي ليس معه أحَدٌ، ويُقال: مُتَوَحِّدٌ وَوَحَدٌ وَأحَدٌ، والأصل في أحَدٍ: وَحَدٌ، فأبدلوا من الواو المفتوحة همزةً، وهذا قليل في المفتوحة، إنما يحسن في المضمومةِ والمكسورةِ كقولهم: وُجُوهٌ وَأُجُوهٌ، وَإسادةٌ وَوِسادةٌ". شرح القصائد السبع الطوال ص ٢٢٦، ٢٢٧، وقال مثله في الزاهر في معانِي كلمات الناس ٢/ ١٣٦.
(٢) البيت من الطويل، لأبِي حَيّةَ النُمَيْرِيِّ، وَنُسِبَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلَالِيِّ، وَلِمَنْصُورِ بنِ الزِّبْرِقانِ النَّمِرِيِّ.
اللغة: رَمَتْهُ أناةٌ أيْ: فَتَنَتْهُ امْرَأةٌ بِمَحاسِنِها وَصادَتْهُ بعَيْنِها، والأناةُ: المَرْأةُ التِي فِيها فتورٌ عِنْدَ القِيامِ، رَبِيعةُ عامِرٍ: رَبيعةُ بنُ صَعْصَعةَ، نَؤُومُ الضُّحَى: كِنايةٌ عَنْ أنَّها مُكَرَّمةٌ، يَخْدِمُها غَيْرُها وَلَا تَخْدِمُ هِيَ غَيْرَها، المأتم: هنا جماعة النساء؛ أي: في نساء أيِّ نساء.
التخريج: ديوان أبِي حية النميري ص ٧٧، أدب الكاتب ص ٢١، الأضداد لابن الأنباري ص ١٠٤، الزاهر ١/ ١٦٤، الأضداد لأبِي الطيب اللغوي ص ٢١، مقاييس اللغة ١/ ٤٨، الصحاح ص ١٨٥٧، ٢٢٧٤، ٢٥٣١، الفروق اللغوية ص ١٦٧، الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٤، شرح الحماسة للمرزوقي ص ١٣٦٨، الاقتضاب ٣/ ١٩، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص ٩٤، أمالِي ابن الشجري ١/ ١٨٥، منتهى الطلب ٧/ ١٩٦، زهر الآداب ٢/ ٢٦٢، عين المعانِي ورقة ١٤٩/ ب، شرح المفصل ١٠/ ١٤، اللسان: أني، خزانة الأدب ٧/ ٥٥٨.
(٣) ينظر قوله في الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٤، عين المعانِي ١٤٩/ ب، وهو فيهما: ابن عطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>