أَحْكَمُ} بإثبات الياء على وجه الخبر بأنّ اللَّه سبحانه أحكمُ بالحقِّ من كلِّ حاكم، وهذه قراءةٌ غير مَرْضيّة لمخالفة المصحَف والقُرّاء، وقرأ الباقون:{رَبِّ احْكُمْ} على وجهِ الدعاء.
من قرأ:{رَبِّ احْكُمْ} جَزَمَهُ على الأمر، ومن قَرأَ:{رَبِّي احْكُمْ} فمحل {رَبِّي} رفعٌ بالابتداء، و {احْكُمُ}: خبرُه، و {رَّبُنا}: ابتداءٌ و {الرَّحْمَنُ}: خبره و {الْمُسْتَعَانُ}: خبرٌ ثانٍ، وقيل: نعتُه {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١١٢)} من الكذب والباطل، واللَّه أعلم، وباللَّه التوفيق.
* * *
= وينظر: المحتسب ٢/ ٦٩، ٧٠، البحر المحيط ٦/ ٣١٩. ويمكن أن يقال: هذا ليس من نداء المفرد كما زعم الجبلي، بل هو من نداء المضاف إلى ياء المتكلم، واكتفي من الإضافة بِنِيَّتِها، وضُمَّ كما تُضَمُّ المفرداتُ، وهذه لغة حكاها سيبويه، ينظر: الكتاب ٢/ ٢٠٩.