للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الناس: اللَّهُ أكبر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واللَّه، إنّي لأَرْجُو أن تكونوا رُبعَ أهلِ الجنة، واللَّه إنّي لَأرجو أن تكونوا ثلثَ أهلِ الجنة، واللَّه إنّي لَأرجو أن تكونوا نصفَ أهلِ الجنة"، قال: فَكَبَّرَ الناسُ، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أنتم يومَئذٍ في الناس إلّا كالشعرةِ البيضاءِ في الثَّور الأسود، أو كالشَّعرة السَّوداء في الثّور الأبيض". رواه البخاري عن عُمَرَ بن حَفْصٍ (١) عن أبيه، ورواه مسلمٌ عن أبي بكر بن أَبِي شَيْبةَ (٢) عن وَكِيعٍ (٣)، كلاهما عن الأعمش (٤).

قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} محلُّ "أَنَّ" رفعٌ: اسمُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه (٥)، والمعنى: قَضَى اللَّهُ أنه من أطاع إبليسَ {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} ولم يرشدْه


(١) عمر بن حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، أبو حفص الكوفي، شيخ البخاري ومسلم ثقة صدوق، وتوفِّي سنة (٢٢٢ هـ). [سير أعلام النبلاء ١٥/ ٦٣٩، تهذيب التهذيب ٧/ ٣٨١].
(٢) عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة، أبو بكر الكوفي، ثقة حافظ، روى عن عبد اللَّه بن المبارك وشعبة ابن عياش، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه، توفِّي سنة (٢٣٤ هـ)، من كتبه: المسند، المصنف في الأحاديث والآثار. [تهذيب التهذيب ٦/ ٣، ٤، طبقات الحفاظ ص ١٨٩، الأعلام ٤/ ١١٧، ١١٨].
(٣) وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان، حافظ ثبت فقيه، كان محدث العراق في عصره، أراد الرشيد أن يوليه القضاء فامتنع ورعًا، توفي سنة (١٩٧ هـ). من كتبه: تفسير القرآن، السنن، الزهد. [تهذيب الكمال ٣٠/ ٤٦٢: ٤٨٤، الأعلام ٨/ ١١٧].
(٤) هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه ٤/ ١٠٩ كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قصة يأجوج ومأجوج، ٥/ ٢٤١ كتاب تفسير القرآن/ سورة الحج، ٧/ ١٩٦ كتاب الرقاق/ باب قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، ورواه مسلم في صحيحه ١/ ١٣٩ كتاب الإيمان/ باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة.
(٥) يعني أنه نائب عن الفاعل للفعل "كُتِبَ"، ينظر: إعراب القرآن ٣/ ٨٦، البيان للأنباري ٢/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>