للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليل (١): الواو إقحامٌ، ومعناه: يصُدُّون.

ويجوزُ أن يكونَ المعنى: إنّ الذين كفَروا فيما مضَى وهم الآن يصُدُّون معَ ما تقدَّم من كفرهم، والمعنى: يمنَعون الناسَ عن طاعة اللَّه {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}؛ أي: وعن المسجد الحرام {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ} المُقيم {وَالْبَادِ} الطارئُ المُنْتابُ إليه من غيره. قَرأَ حفصٌ والأعمش: {سَوَاءً} بالنصب بإيقاع الجَعْل عليه؛ لأنّ الجَعْلَ يتعدَّى إلى مفعولَيْن، وقَرأَ الآخَرون: {سَوَاءً} بالرَّفع (٢) على الابتداء، وما بعدَه: خبرُه، وتمامُ الكلام عندَ قوله: {لِلنَّاسِ} قال ابنُ الأنباري (٣): {جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} وتُرفَعُ {الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} بمعنى: {سَوَاءً} كما تقول: رأيتُ زيدًا قائمًا أبوه.

ورُوِىَ عن بعض القُرّاء أنه قرأ: {سَوَاءً} بالنصب {الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} بالخَفْض (٤) على معنى: جَعَلْناه للناسِ: العاكفِ فيه والبادِ (٥)، وقَرأَ أبو عَمْرٍو ووَرْش: {وَالْبادِي} بياءٍ في الوصل فقط، وقَرأَ ابنُ كثيرٍ: بياءٍ في


(١) الجمل المنسوب للخليل ص ٢٨٨، وهو بغير نسبة في إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٩٣، وذكر الأنباري أنه قول الكوفيين في البيان ٢/ ١٧٣، وينظر: البحر المحيط ٦/ ٣٣٦، الدر المصون ٥/ ١٣٩.
(٢) ورَوَى أبو بكر عن عاصم: {سَواءٌ} بالرَّفع، ينظر: السبعة ص ٤٣٥، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١١٨، القرطبي ١٢/ ٣٤، التيسير ص ١٥٧، البحر ٦/ ٣٣٦، الإتحاف ٢/ ٢٧٣.
(٣) إيضاح الوقف والابتداء ص ٧٨٤.
(٤) هذه قراءة الأعمش في رواية القُطَعِيِّ، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/ ٣٩٧، تفسير القرطبي ١٢/ ٣٤، البحر المحيط ٦/ ٣٣٦.
(٥) يعني أن {الْعَاكِفُ} نعت للناس أو بدل منه، ينظر: إيضاح الوقف ص ٧٨٤، إعراب القرآن ٣/ ٩٣، ٩٤، الحجة للفارسي ٣/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>