للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راحلتُه سبعونَ حسنة، وللحاجِّ الماشي بكل خطوءة يخطوها سبعُمائة حسَنةٌ من حسَناتِ الحرم قيل: وما حسناتُ الحرم؟ قال: "الحسنة بمائة ألف" (١).

وعن أنس، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ اللَّه يباهي بأهل عَرَفاتٍ الملائكةَ، يقول: يا ملائكتي، انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا، أَقْبَلوا يضربون إِلَيَّ من كلِّ فجٍّ عميق، فأُشهدُكم أني قد أَجَبتُ دعاءهم، وشفعت رغبتَهم، ووهبتُ مسيئَهم لمحسنِهم، وأعطَيْت محسنَهم ما سألوني غيرَ التبعات التي بينَهم"، فإذا أفاض القومُ إلى جمع، ووقَفوا وعادوا في الرغبة والطلَب إلى اللَّه، يقول: "يا ملائكتي: عبادي وَقَفوا فعادوا في الرغبة والطلب، فأُشهِدُكم أنّي قد أجبتُ دعاءهم، وشفعت رغبتَهم، ووهبت مسيئَهم لمحسنِهم، وأعطيت محسنَهم جميعَ ما سألوني، وكفَلت عنهم التَبِعاتِ التي بينَهم" (٢).

ورُوِيَ في المَعْنَى، عن أبي القاسم بِشْرِ بن محمد بن بِشْرٍ القاضي، أنه قال: رأيتُ في الطواف كهلًا وقد أجهَدتْه العبادة، واصفرَّ لونه، وبيدِه عصًا، وهو يطوفُ معتمدًا عليها، فتقدَّمتُ إليه، وجعلتُ أُسائِلُهُ، فقال: من أين أنتَ؟ فقلتُ: من خُراسانَ، قال لي: من أيِّ ناحيةٍ تكون خراسان؟ -كأنه جَهِلها- فقلتُ: ناحيةٌ من نواحي المشرق، فقال لي: في كم تقطَعون هذه الطريق؟ قلتُ: في شهرَيْنِ وثلاثة أشهر، قال: أفلا تحُجُّون في كل عام وأنتم من جيرانِ هذا البيت؟ فقلتُ: وكم بينَكم وبينَ هذا البيت؟ فقال: مسيرةُ


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٢/ ٥٩، وينظر: الوسيط ٣/ ٢٦٧، مجمع البيان ٧/ ١٤٥، الدر المنثور ٤/ ٣٥٥، الجامع الصغير ١/ ٣٦٤، كنز العمال ٥/ ٥.
(٢) ينظر: مسند أبي يعلى ٧/ ١٤٠، ١٤١، الوسيط ٣/ ٢٦٧، مجمع الزوائد ٣/ ٢٥٧ كتاب الحج/ باب فضيلة الوقوف بعرفة، وقال ابن حجر: "وفيه صالح المري، وهو ضعيف"، وينظر: الدر المنثور للسيوطي ١/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>