للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: من السؤال، وقال آخر:

١٨ - وَلا أَحْرِمُ المُضْطَرَّ إِنْ جاءَ قانِعا (١)

يعني: سائلًا، وقيل (٢): هو من الأضداد، يقال: قَنع: إذا رضي، وقنع: إذا سأل، وقيل: القانعُ: هو المسكين الذي يطوف فيسأل، والمُعْتَرُّ: الصّديق الزائر الذي يَعْتَر بالبُدْنِ، يقال: عَرَّهُ واعْتَرَّهُ وعَراهُ واعْتَراهُ: إذا أتاه طالبًا منه معروفًا (٣).

وقيل (٤): القانع: الذي يَسْأَلُ وتَرُدُّهُ التمرةُ واللُّقْمةُ، والمُعْتَرُّ: الذي لا يَسأل فيُبدَأُ بالصدقة.

قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}؛ أي: بسبب ما ظُلِمُوا واعتُدِيَ عليهم بإيذائهم وإخِراجهم من ديارهم، قَرأَ ابنُ كثيرٍ وابنُ عامر وحمزةُ والكِسائي (٥): {أُذِنَ} بفتح الألف على إسناد الفعل إلى اللَّه تعالى لتقدُّم ذكرِه، وقَرأَ الباقونَ بضمِّ الألف على المجهول.


(١) هذا عجز بيت من الطويل وصدره:
وَما خُنْتُ ذا عَهْدٍ وَأَيْتُ بِعَهْدِهِ
وهو لِعَدِيِّ بن زيد العِبادِيِّ، ورواية ديوانه:
وَلَمْ أَحْرِم المُضْطَرَّ إِذْ جاءَ. . .
اللغة: الوَأْيُ: الوعد، يقال: وَأَى يَئِي وَأْيًا. القانع -هنا- السائل من قولهم: قنَعَ -بالفتح- يَقْنَعُ قُنُوعًا، وأما "قَنِعَ" -بالكسر- قناعة فمعناه: رَضِيَ.
التخريج: ديوانه ص ١٤٥، الزاهر ٢/ ٤١، تهذيب اللغة ١٥/ ٦٥٢، غريب الحديث للهروي ٢/ ١٥٦، اللسان: قنع، وأى.
(٢) قاله أبو حاتمٍ وابنُ الأنباريِّ، ينظر: الأضداد لأبي حاتم ص ١٩٣، الأضداد لابن الأنباري ص ٦٦.
(٣) قاله النحاس في معاني القرآن ٤/ ٤١٤.
(٤) قاله أبو عمر الزاهد في ياقوتة الصراط ص ٣٧٠.
(٥) وقرأ بها خلف أيضًا، ينظر: السبعة ص ٤٣٧، البحر المحيط ٦/ ٣٤٦، الإتحاف ٢/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>