للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرأَ ابنُ عامر ونافعٌ وحفص: {يُقَاتَلُونَ} بفتح التاء، وقَرأَ الباقون بكسرِها (١)، وفي الآية محذوفٌ والتقدير: أُذِن لهم أن يقاتِلوا أو: بالقتال.

ثم وَعَدَهم بالنَّصر، فقال: {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩)} يعني: المؤمنين.

ثم وَصَفهم فقال: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} محَلُّ {الَّذِينَ}: خفضٌ على البدل من {الَّذِينَ} الأول، وقوله: {إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}؛ أي: لم يُخرَجوا من ديارهم إلّا بقولهم: ربُّنا اللَّهُ وحدَه، فيكون {أَنْ}: أَنْ "في موضع الخفض ردًّا على الباء في قوله: {بِغَيْرِ حَقٍّ} (٢)، ويجوزُ أن يكون في موضع نصبٍ على وَجْه الاستثناء (٣).

قال سيبوَيْه (٤): هذا من الاستثناء المنقطع، المعنى: لكنْ بأنْ يقولوا: ربُّنا اللَّه (٥)؛ أي: أَخرجَوهم بتوحيدهم.


(١) قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وخلفٌ ويعقوب: {يُقَاتِلُونَ} بكسر التاء، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٢٧، السبعة ص ٤٣٧، البحر المحيط ٦/ ٣٤٦، الإتحاف ٢/ ٢٧٦.
(٢) قاله الفراء والزَّجّاج والنحاس، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٢٧، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٣٠، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ١٠٠.
(٣) يعني: على الاستثناء المتصل، وهو قولٌ آخَرُ للفراء والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٢٢٧، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ١٠٠، وينظر أيضًا: البيان للأنباري ٢/ ١٧٧.
(٤) هو: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قَنْبَر الحارثي بالولاء، إمام النحاة، وأول من بسط النحو، ولد في شيراز، وقَدِمَ البصرة، فلزم الخليل بن أحمد، ورحل إلى بغداد، فَناظَرَ الكسائيَّ، وأَجازَهُ الرشيدُ بعشرة آلاف درهم، وعاد إلى الأهواز فمات بها شابًا سنة (١٨٠ هـ). [إنباه الرواة ٢/ ٣٤٦ - ٣٦٠، بغية الوعاة ٢/ ٢٢٩، ٢٣٠، الأعلام ٥/ ٨١].
(٥) الكتاب ٢/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>