للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ. . . (٣٥)} الآيةَ. قال الزَّجّاج (١): "أَنَّكُمْ": موضعُها نصبٌ على معنى: أيعِدُكم أنَّكم مُخرَجون إذا مِتُّمْ، فلمّا طال الكلام أُعيد ذِكر "أنّكم"، كما قال اللَّه تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} (٢) المعنى: فله نارُ جهنم.

وقوله: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) أي: بعيدٌ بعيدٌ لِما توعَدون، واختلفَ القُرّاءُ فيه، فقَرأَ أبو جعفرٍ (٣) بكسرِ التاءِ فيهما، وقَرأَ نصرُ بنُ عاصم (٤) بالضَّمِّ (٥)، وقَرأَ أبو حَيْوةَ الشامي (٦) بالضمِّ والتنوين (٧)، وقَرأَ الباقونَ بالنَّصبِ من غير تنوين، وكلُّها لغاتٌ صحيحة، فمَن نَصَب جَعَله مثلَ "أَيْنَ" و"كَيْفَ" (٨).


(١) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١١، وينظر رَدُّ الفارسي عليه في الإغفال ١/ ٤٤٨ وما بعدها، والمسائل البصريات ١/ ٦٨٨ وما بعدها، والمسائل المنثورة ص ١٨١، ١٨٢.
(٢) التوبة ٦٣.
(٣) وهي أيضًا قراءة شيبة وعيسى بن عمر، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٩٩، ١٠٠، المحتسب ٢/ ٩٠، تفسير القرطبي ١٢/ ١٢٢، البحر المحيط ٦/ ٣٧٤، الإتحاف ٢/ ٢٨٤.
(٤) نصر بن عاصم بن سعيد الليثي، من فقهاء التابعين وأول من نقط المصاحف ومن أوائل واضعي النحو، أخذ عنه أبو عمرو بن العلاء، توفِّي بالبصرة سنة (٨٩ هـ). [إنباه الرواة ٣/ ٣٤٣، غاية النهاية ٢/ ٣٣٦، الأعلام ٨/ ٢٤].
(٥) وهي أيضًا قراءة أبي حيوة وأبي العالية، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٩٩، تفسير القرطبي ١٢/ ١٢٢، البحر المحيط ٦/ ٣٧٤.
(٦) هو شريح بن يزيد الحضرمي من أهل حمص مقرئ أهل الشام محدث ثقة، روى عنه البخاري وأبو داود، روى عن الكسائي قراءته، له قراءة شاذة، توفِّي سنة (٢٠٣ هـ). [غاية النهاية ١/ ٣٢٥، تهذيب التهذيب ٤/ ٢٩١].
(٧) وهي قراءة الأحمر أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٩٩، المحتسب ٢/ ٩٠، تفسير القرطبي ١٢/ ١٢٢، البحر المحيط ٦/ ٣٤٧.
(٨) يعني أن فتح التاء في "هيهاتَ" سببه التقاء الساكنين، قال سيبويه: "وسألت الخليل عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>