للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباقون بفتح الألف وتشديد النون (١) على معنى: وبأنَّ هذه أمتكم، ويجوز أن يكون نصبًا بإضمار فعل؛ أي: واعلموا أن هذه أمتكم أمة واحدة (٢).

قال الواحدي (٣): {إِنَّ} في قراءة مَن فَتَح الألفَ: محمولةٌ على الجارِّ في قول الخليل وسيبوَيْه (٤)، التقديرُ: ولأنّ هذه أمّتُكم أمةً واحدةً، {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢)}، ومَن قَرأَ بالتخفيف، فـ {أَنْ} هي: المخفَّفة من المشدَّدة كقوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥)، ومَن كسر مع التشديد فهو على الاستئناف (٦).

ونَصْب {أُمَّةً وَاحِدَةً} على الحال والقطع، ويجوزُ الرَّفعُ (٧) من ثلاثة


(١) ينظر: السبعة ص ٤٤٦، إعراب القراءات السبع ٢/ ٩٢، حجة القراءات لأبي زرعة ص ٤٨٨، التيسير للدانِي ص ١٥٩، البحر المحيط ٦/ ٣٧٧، الإتحاف ٢/ ٢٨٥.
(٢) ينظر في هذين الوجهين: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٣٧، إعراب القرآن ٣/ ١١٦، إعراب القراءات السبع وعللها ٢/ ٩١، ٩٢، معاني القراءات ٢/ ١٩١، الحجة للفارسي ٣/ ١٨٣.
(٣) هو: علي بن أحمد بن محمد أبو الحسن النيسابوري الواحدي، مفسر نحوي لغوي فقيه إخباري، أصله من ساوةَ، مولده بنيسابور، وتوفِّي بها سنة (٤٦٨ هـ)، من كتبه: الوجيز والوسيط والبسيط في التفسير، أسباب النزول، شرح ديوان المتنبي. [غاية النهاية ١/ ٥٢٣، طبقات المفسرين للداودي ١/ ٣٩٤، الأعلام ٤/ ٢٥٥].
(٤) قال سيبويه: "وسألت الخليل عن قوله -جَلَّ ذِكْرُهُ-: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} فقال: إنما هو على حذف اللام، كأنه قال: وَلأَنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمّةً واحِدةً وَأَنا رَبُّكُمْ فاتَّقُونِ، وقال: ونظيرها: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}؛ لأنَّهُ إنما هو: لِذَلِكَ فَلْيَعْبُدُوا، فإن حذفت اللام من "أَنْ" فهو نصب". الكتاب ٣/ ١٢٦، ١٢٧.
(٥) يونس ١٠.
(٦) انتهى كلام الواحدي، وهو في الوسيط ٣/ ٢٩٢.
(٧) وبالرفع قرأ الحسنُ وابنُ أبي إسحاق وأبو حيوة وابنُ أبِي عبلة والجعفيُّ، وأبو عمرو في رواية هارون عنه، والزعفرانِيُّ والأشهبُ، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠١، إعراب =

<<  <  ج: ص:  >  >>