للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقاب، قال اللَّه تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ. . .} الآية (١).

وقال الأَوْزاعي (٢): بَلَغَنِي أنّ في السماء مَلَكًا ينادي كلَّ يوم: ألا ليت الخَلْقَ لم يُخْلَقُوا، وليتَهم إذْ خُلِقُوا عَلِمُوا لماذا خُلِقُوا، وجلسوا فتذاكروا ماذا عملوا.

وكان أبو عبد الرحمن الزاهد (٣) يقولُ في مناجاته: إلهي، غيَّبْتَ عَنِّي أَجَلِي، وأحصيتَ عَلَيَّ عملي، ولا أدري إلى أيِّ الدارينِ يُصَيِّرُنِي القَدَرُ إنْ أوقفتَنِي موقفَ المحزونين أبدًا ما أبقيتَنِي.

وقال أبو القاسم الحكيم (٤): إنّ اللَّهَ تعالى خَلَق ابنَ آدم بين الهوى


(١) الروم ٤٠، وفي الأصل: "وهو الذي خلقكم".
(٢) هو: عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، أبو عمرو الدمشقي، من فقهاء المُحَدِّثينَ، ولد ببغداد، وأقام بدمشق، ثم رابطَ ببيروت إلى أن توفِّي سنة (١٥٧ هـ)، من كتبه: السنن في الفقه، المسائل في الفقه. [حلية الأولياء ٦/ ١٣٥ - ١٤٩، سير أعلام النبلاء ٧/ ١٠٧ - ١٣٤، الأعلام ٣/ ٣٢٠]، وينظر قوله في الكشف والبيان ٧/ ٦٠، وحكاه القرطبي عن وهب بن منبه في تفسيره ١٣/ ١٦٥، وينظر: البداية والنهاية ٩/ ٣٠٩، وحكاه الهندي عن ابن عمر في كنز العمال ١٦/ ٧٨.
(٣) هو: عبد اللَّه بن مُنَيَّر أو ابن محمد، أبو عبد الرحمن الزاهد المروزي، ثقة عابد حجة حافظ، كان واسع الرحلة كثير الحديث، توفِّي سنة (٢٤١ هـ). [التاريخ الكبير ٥/ ٢١٢، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٣١٦، الأعلام ١/ ٥٣٨]، وينظر قوله في كتاب الهَمِّ والحَزَنِ لابن أبي الدنيا ص ٧١.
(٤) هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو القاسم الحكيم السمرقندي، قاض حنفي، كان ممن يضرب به المثل في الحلم والحكمة وحسن العشرة، تولى قضاء سمرقند طويلًا، توفِّي سنة (٣٤٢ هـ)، من كتبه: الصحائف الإلهية، السواد الأعظم. [الأنساب للسمعاني ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤، الأعلام ١/ ٢٩٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>