للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ (٦)} قَرأَ أهل الكوفة إلّا أبا بكر: {أَرْبَعُ} بالرَّفع على خبرِ الابتداء، المعنى: فشهادةُ أحدهم التي تَدْرَأُ حَدَّ القاذف أربعُ شهاداتٍ باللَّه (١)، وقَرأَ الباقون بالنَّصب (٢) على معنى: أن يشهَد أربعَ شهادات.

قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ (٧)} قَرأَ نافعٌ (٣): {أَنْ} مخفَّفةً {لَعْنَةُ اللَّهِ} بالرَّفع، قال سيبوَيْه (٤): لا تُخفِّف "أَنَّ" في الكلام وبعدها الأسماءُ إلّا وأنت تريد الثقيلةَ، وقال الأخفش (٥): لا أعلمُ الثقيلةَ إلا أجودَ في العربية؛


(١) قاله الفراء والزجاج وغيرهما، وأجاز الفراء أن يكون {شَهَادَةً}: مبتدأً محذوف الخبر؛ أي: فعليه أن يشهد، ينظر: معاني القرآن ٢/ ٢٤٦، وينظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٢، ويجوز وجه آخر، وهو أن يكون {شَهَادَةً} خبر ابتداء محذوف، أي: فالواجب شهادةُ أحدِهم، ينظر: البيان للأنباري ٢/ ١٩٢، الفريد في إعراب القرآن المجيد للمنتجب الهمدانِي ٣/ ٥٨٩، الدر المصون ٥/ ٢١٠، ٢١١.
(٢) قرأ بالنصب ابنُ كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر، وعاصمٌ في رواية أبي بكر عنه، وقرأ الباقون، وعاصمٌ في رواية حفص عنه بالرفع، ينظر: السبعة ص ٤٥٢، ٤٥٣، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٠٠، ١٠١، حجة القراءات ص ٤٩٥، تفسير القرطبي ١٢/ ١٨٢، البحر المحيط ٦/ ٣٩٩، الإتحاف ٢/ ٢٩٢.
(٣) قرأ: {أَنَّ لَعْنَتُ اللَّهِ}: نافعٌ وقتادةُ وعيسى بن عمرو سلام والأعرج ويعقوب والحسن وأبو رجاء وعمرو بن ميمون، ينظر: السبعة ص ٤٥٣، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٠١، المحتسب ٢/ ١٠، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٣٤، التيسير ص ١٦١، البحر المحيط ٦/ ٣٩٩، الإتحاف ٢/ ٢٩٢، ٢٩٣.
(٤) قال سيبويه: ". . . إلا وأنت تريد الثقيلة مُضْمَرًا فيها الاسمُ". الكتاب ٣/ ١٦٣، ١٦٤.
(٥) قال الأخفش في معرض حديثه عن "أَنْ": "وتكون خفيفةً في معنى الثقيلة في مثل قوله: {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} و {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ} على قولك: أَنَّهُ لَعْنةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وأَنَّهُ الحمدُ للَّهِ". معاني القرآن ص ١١٤، أما القول الذي أورده الجبلي هنا فقد حكاه الفارسي بنصه عن الأخفش في الحجة ٣/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>