للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبِي بكر بن أبِي شَيْبة عن غُنْدَرٍ (١) عن شُعبة (٢).

قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ (٣٢)} هو: جَمْع الأَيِّمِ، وهو: مَن لا زَوْجَ له مِن رَجُلٍ أو امرأةٍ، يقال: رجلٌ أَيِّمٌ وامرأةٌ أَيِّمةٌ (٣)، والفعل منه: آمَتِ المرأةُ تئيمُ أَيْمًا وأيْمة وأُيُومًا، وتأيَّمت تأيُّمًا، ويقال: فلانةٌ أَيِّمٌ: إذا لم يكن لها زوجٌ، بكْرًا كانت أوثَيِّبًا، والجمع: أَيامَى، والأصل: أَيائِمُ فقُلِبت، ورجلٌ أَيِّمٌ: لا امرأةَ له (٤).

قال السُّدِّيُّ (٥): مَن لم يكن له زوجٌ من امرأةٍ أو رجل فهو أَيِّمٌ، وهذا قول


(١) هو: محمد بن جعفر بن داران، أبو عبد اللَّه الهذلي بالولاء، المعروف بغُنْدَرٍ، محدِّث متعبد من أهل البصرة، كان أصح الناس كتابة للحديث، روى عنه أحمد بن حنبل وابن معين، ظل يصوم يومًا ويومًا خمسين سنة، توفِّي سنة (١٩٣ هـ). [سير أعلام النبلاء ٩/ ٩٨: ١٠٢، الأعلام ٦/ ٦٩].
(٢) شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام الأزدي العتكي بالولاء، أمير المؤمنين في الحديث، عالِمُ البصرة وشيخها، أول من فتش عن أمر المُحَدِّثينَ وجانَبَ الضعفاءَ والمتروكين، توفي سنة (١٦٠ هـ)، من كتبه: الغرائب في الحديث. [وفيات الأعيان ٢/ ٤٦٩، ٤٧٠، سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٠٢ - ٢٢٨، الأعلام ٣/ ١٦٤].
(٣) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٦٥، وابن قتيبة في غريب القرآن ص ٣٠٤، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٣/ ١٣٥.
(٤) من أول قوله: "آمت المرأة تئيم" قاله ابن السكيت في إصلاح المنطق ص ٣٤١.
وقول المؤلف: "والأصل: أيائم فقُلِبَتْ" تابَعَ فيه ابنَ السكيت والأزهريَّ والفارسيَّ في أن "أيامى" مقلوبُ موضعِ العين إلى اللام، وأن وزنه "فَعائِلُ"، ولكن سيبويه ذهب إلى أنه غير مقلوب، وأن وزنه "فَعالَى"، ينظر: الكتاب ٣/ ٦٥٠، تهذيب اللغة ١٥/ ٦٢٢، الكشاف ٣/ ٦٣، شرح الشافية للرضي ٢/ ١٤٦، اللسان: "أيم"، البحر المحيط ٦/ ١٤٤، الدر المصون ٥/ ٢١٧.
(٥) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّيُّ، أبو محمد القرشي، تابعي سكن =

<<  <  ج: ص:  >  >>