للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: السراج أعظمُ من المصباح؛ لأن اللَّه تعالى سَمَّى الشمسَ سِراجًا فقال: {سِرَاجًا وَهَّاجًا} (١)، وقال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} (٢)، وقال: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا} (٣)، وقال فى غيرها من الكواكب: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} (٤).

قوله: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} يعني: القِنديلَ، وهو رَفْعٌ بالابتداء، قال الزَّجّاجُ (٥): النور في الزُّجاجِ وضوءِ النارِ أَبْيَنُ منه في كلِّ شيء، وضوؤه يزيد في الزُّجاجِ.

ثم وَصَف الزُّجاجةَ فقال: {الزُّجَاجَةُ}: رفعٌ بالابتداء {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} وهو المضيء، منسوبٌ إلى أنه كالدُّرِّ في صفائه وضيائه وحُسنه، وإن كان الكوكبُ أكثرَ ضوءًا من الدُّرِّ، ولكنه يَفْضُلُ الكواكبَ بضيائه، كما يَفضُلُ الدُّرُّ سائرَ الحَبِّ (٦). فشَبَّهَ الزَّجاجةَ بأحد النجوم الخمسة، وهي: الزُّهرة وعُطارِدٌ والمشتري وبَهْرامُ وزُحَلُ، كلُّها أنجُمٌ دُرِّيّةٌ؛ أي: مضيئة.

فإن أراد به لونَ الدُّرِّ فهو على قراءة مَن قرأ: {دُرِّيٌّ} بضمِّ الدال من غير


= تراه في القنديل وغيره". العين ٣/ ١٢٦، فجملة "وقيل: هو موضع الفتيلة" ليست من كلام الخليل، بل هي مقحمة عليه.
(١) النبأ ١٣.
(٢) نوح ١٦.
(٣) الفرقان ٦١.
(٤) الملك ٥.
(٥) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٣، ٤٤.
(٦) من أول قوله: "منسوب إلى أنه كالدر" قاله أبو بكر السجستانِي في تفسير غريب القرآن ص ١١٢، وينظر: تفسير غريب القرآن للرازي ص ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>