للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنْ لم يكن في البيت أحدٌ فليقُل: السَّلامُ علينا من ربِّنا، السَّلامُ علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين، السّلامُ على أهل البيت ورحمةُ اللَّه وبركاته.

وقال ابنُ عباس: المرادُ بالبيوت هاهنا: المساجد، قال النَّخَعيُّ (١): فإذا لم يكن في المسجدِ أحدٌ فقُل: السَّلامُ على رسول اللَّه، فإذا لم يكنْ في البيت أحدٌ فقل: السَّلامُ علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين، هكذا ذكره صاحبُ الشِّفا بتعريفِ حقوق المصطفى (٢).

وقوله: {تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}: نَصْبٌ على المصدر؛ أي: تُحَيُّونَ أنفسَكم بها تحيةً (٣)، وقيل (٤): على الحال، بمعنى: تفعلونها تحيّةً من عند اللَّه {مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}، قال ابن عباس: حسَنةً جميلة، وقال الزَّجّاج (٥): أَعْلَمَ اللَّهُ تعالى أن السَّلامَ مُبارَكٌ طَيِّبٌ؛ لِما فيه من الأجرِ والثواب.


(١) هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي، من أكابر التابعين صلاحًا وصدقَ روايةٍ وحفظًا للحديث، من أهل الكوفة، كان فقيه العراق إمامًا مجتهدًا، له مذهب، مات مختفيًا من الحجاج سنة (٩٦ هـ). [غاية النهاية ١/ ٢٩، ٣٠، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٢٠ - ٥٢٩، الأعلام ١/ ٨٠].
(٢) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢/ ٦٧، وصاحبه هو القاضي عياض بن موسى بن عياض اليَحْصُبِيُّ، أبو الفضل السَّبْتِيُّ، عالم أهل المغرب وإمام أهل الحديث في زمنه، كان أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم، وَلِيَ قضاء سبتة ثم غرناطة، وتوفِّي بمراكش مسمومًا سنة (٥٤٤ هـ)، من كتبه: الشفا، شرح صحيح مسلم. [إنباه الرواة ٢/ ٣٦٣، سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٢١٢، الأعلام ٥/ ٩٩].
(٣) لأن {سَلِّمُوا} بمعنى: حَيُّوا، فهو مصدر من معنى العامل، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٥٤، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ١٤٩.
(٤) قاله الفراء في معاني القرآن ٢/ ٢٦٢.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>