للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢ - وما مَسَّ كَفِّي مِن يَدٍ طابَ رِيحُها... منَ النّاسِ إلا رِيحُ كَفَّيْكَ أَطْيَبُ (١)

قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ} يعني: يومَ القيامة {لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ}؛ أي: لا بِشارةَ لَهُمْ فِي ذلك اليوم بالجنة والثواب.

ولا يجوزُ أن يكونَ {يَوْمَ يَرَوْنَ} منصوبًا بـ {بُشْرَى}؛ لأن ما فِي حيِّز النفي لا يعمل فيما قبلَه، ولكنْ فيه تقديران: يجوز أن يكون المعنى: إنهم يُمْنَعُونَ البشارةَ يومَ يرَوْن الملائكة، ودَلَّ على هذا الحذف ما بعدَه، ويجوز أن يكون المعنى: اذْكُرْ يومَ يرَوْن الملائكة (٢).

قوله: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (٢٢)} يعني: الملائكةُ يقولون للمجرمين: حِجْرًا مَحْجُورًا؛ أي: حَرامًا مُحَرَّمًا عليكم البُشرى بخير، قال الشاعر:

٥٣ - أَلا أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حِجْرًا مُحَرَّمًا... وأَصْبَحْتُ مِنْ أَدْنَى حُمُوَّتها حَما (٣)


(١) البيت من الطويل، لسلمة بن عياش يمدح جعفر بن سليمان بن عَلِيٍّ، ويروى:
فما شم أنفٌ ريحَ كفٍّ شَمِمْتُها... من الناس إلا ريحُ كفِّكَ أطيبُ
التخريج: معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ٨٣، الأزهية ص ٢٣٩، التذكرة الحمدونية ٢/ ٣٥٦، المستطرف للأبشيهي ١/ ٢٤٧.
(٢) من أول قوله: "ولا يجوز أن يكون يوم يرون" قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ١٥٦.
(٣) البيت من الطويل، لعبد اللَّه بن عجلان النهدي، ونُسِبَ لمسافر بن أبِي عمرو، وكانت له امرأة، فطَلَّقَها، وتَزَوَّجَها أخوهُ، ويُرْوَى:
ألا إِن هِندًا أصبَحَت مِنكَ مَحْرَما... وأَصبَحتَ مِن أَدنَى حُمُوَّتِها حَما
اللغة: حَما المرأةِ: أبو زوجها وأخو زوجها ومَن كان مِن قِبَلِهِ، يعنى: أصبحتُ أخا زَوْجِها بعد أن كنتُ زوجَها.
التخريج: الشعر والشعراء ص ٧٢٠، إيضاح الوقف والابتداء ص ٨٠٤، الأغاني ٨/ ٤٩، ٥٠، ٥١، نشوار المحاضرة للتنوخي ٥/ ١٥٤، تهذيب اللغة ٥/ ٢٧٢، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٠، اللسان: حمو، التاج: حمو.

<<  <  ج: ص:  >  >>