للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه أراد المصدر، أي: رسالةَ، مَجازُهُ: ذَوا رِسالةِ رَبِّ العالمين، كقول كُثَيِّرِ عَزّةَ:

٦٦ - لقد كَذَبَ الواشُونَ ما بُحْتُ عِنْدَهُمْ... بِسِرٍّ، ولا أَرسَلْتُهُمْ بِرسُولِ (١)

أي: برسالة، هكذا قاله الفَرّاء (٢).

وقال أبو عُبيد (٣): يجوز أن يكونَ الرسولُ في معنى: الاثنَيْنِ والجمع، تقول العرب: هذا رسولي ووكيلي، وهذانِ رسولي ووكيلي، وهؤلاءِ رسولي ووكيلي، ومنه قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} (٤)، قال الشاعر:

٦٧ - أَلِكْنِي إليها، وخَيْرُ الرَسُو... لِ أَعلَمُهُمْ بِنواحي الخَبَرْ (٥)


(١) البيت من الطويل، لكُثَيِّرٍ، ورواية ديوانه: "بِرَسِيلِ"، ويُرْوَى: "ما فُهْتُ عِنْدَهُمْ. . . بِلَيْلَى".
التخريج: ديوانه ص ١١٠، مجاز القرآن ٢/ ٨٤، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣١٦، الزاهر ١/ ٣٥، المذكر والمؤنث لابن الأنباري ١/ ٢٩١، تهذيب اللغة ١٢/ ٣٩١، شمس العلوم ٤/ ٢٤٩٩، البيان للأنباري ٢/ ٢٠٦، ٢١٢، عين المعاني ورقة ٩٣/ ب، الفريد ٣/ ٦٥٢، تفسير القرطبي ١٣/ ٩٣، ١٨/ ٢٦٢، اللسان: رسل، التاج: رسل.
(٢) لم يقل الفرَّاء ذلك، ولكنه في قوله تعالى: {إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} طه ٤٧، قال: "ويجوز {رَسُولُ رَبِّكِ} "؛ لأن الرسول قد يكون للجمع وللاثنين والواحد، قال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسو... ل أعلمهم بنواحي الخبرْ
أراد: الرُّسْل". معاني القرآن ٢/ ١٨٠، وقال نحوه مرة أخرى في المعاني ٣/ ٧٧.
(٣) ينظر قوله في الكشف والبيان ٧/ ١٦٠، تفسير القرطبي ١٣/ ٩٤.
(٤) الشعراء ٧٧.
(٥) البيت من المتقارب، لأبِي ذؤيب الهذلِيِّ.
اللغة: أَلِكْنِي إليها: أَرْسِلْنِي إليها، هذا على ظاهره، ولكن معناه مقلوب، والمراد: كُنْ رَسُولِي إليها.
التخريج: شرح أشعار الهذليين ص ١١٣، معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ١٨٠، ٣/ ٧٧، الزاهر ١/ ٣٥، ٢/ ٢٥٥، شمس العلوم ٤/ ٢٥٠٠، الفريد ٣/ ٦٥٢، المخصص ١٢/ ٢٢٥، =

<<  <  ج: ص:  >  >>