للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا نظرنا في "البستان" وجَدْنا أنّ الجِبْليَّ كان أحيانًا يذكر القراءةَ الشاذّة ليفسِّر بها قراءةً صحيحة، أو ليبيِّن بها إعرابًا لهذه القراءة الصّحيحة، وقد يوجِّه القراءةَ الشاذّة توجيهًا قويًّا في العربية، وَيحتجُّ لها، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

١ - في قوله: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (١)، قال الجِبْلي (٢): "واختَلف القُرّاءُ فيه، فقرأ أبو جعفرٍ بكسر التاء فيهما، وقرأ نصرُ بن عاصم بالضمّ، وقرأ أبو حَيْوةَ الشاميُّ بالضمِّ والتنوين، وقرأ الباقونَ بالنّصب من غير تنوين، وكلُّها لغاتٌ صحيحة".

٢ - في قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} (٣)، قال الجِبْلي (٤): "قرأه العامّةُ بنَصْب القاف، وقرأ مجاهدٌ: {الْحَقُّ} بالرَّفع، على نعت {اللَّهَ}، وتصديقه قراءةُ أُبَيٍّ: "يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ الْحَقُّ دِينَهُمْ"".

٣ - في قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (٥)، قال الجِبْلي (٦): "وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَميُّ وعيسى بن عُمر: {عُجّابٌ} بالتشديد: وهو المفرِّطُ في العُجْب، كما قالوا: رَجُلٌ حُسّانٌ وامرأةٌ حُسّانةٌ".

٤ - في قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} (٧)، قال الجِبْلي (٨):


(١) المؤمنون ٣٦.
(٢) البستان ١/ ٢٨٠.
(٣) النور ٢٥.
(٤) البستان ١/ ٣١٧.
(٥) سورة ص ٥.
(٦) البستان ١/ ٣٠١.
(٧) الزخرف ٧٦.
(٨) البستان ٢/ ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>