للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ذلك"، وقيل (١): شددت فَرْقًا بينها وبين النون التي تسقط للإضافة، لأن "ذانِ" لا يضاف، وقيل (٢): للفرق بين تثنية الاسم المتمكن وبينها.

قال أبو عبيد (٣): وكان أبو عمرو يَخُصُّ هذا الحرفَ بالتشديد دون كل تثنية في القرآن، فأحسبه فَعَلَ ذلك لِقِلّةِ الحروف في الاسم، فقرأه بالتثقيل، وقال الزجاج (٤): التشديد تثنية "ذلك"، والتخفيف تثنية "ذاك"، جُعِلَ بَدَلَ اللامِ في "ذَلِكَ" تشديدُ النون في "ذانِّكَ".

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ} ابتداءٌ وخبر {مِنِّي لِسَانًا}؛ أي: أحسن مني بيانًا، وهو نصب على التفسير، وإنما قال ذلك للعُقْدةِ التي في لسانه من قِبَلِ الجَمْرةِ التي تناولها {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا (٣٤) أي: مُعِينًا، يقال: أَرْدَأْتُهُ؛ أي: أَعَنْتُهُ (٥)، ترك هَمْزَهُ أهلُ المدينة وعيسى بن عمر طلبًا للخفة (٦)، وهَمَزَهُ الباقون، وهو


(١) هذا القول حكاه الأزهري عن الفرَّاء فِي "التهذيب" ١٥/ ٣٤، وللفرَّاء في اللسان: "ذاك، ذلك"، ولم أقف عليه في معاني القرآن، ولبعض نحوي الكوفة في جامع البيان ٢٠/ ٩٢، وهو بغير نسبة في إعراب القرآن ٣/ ٢٣٧، ٢٣٨، الكشف والبيان ٧/ ٢٤٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٦١، البيان للأنباري ٢/ ٢٣٢.
(٢) هذا القول حكاه الأزهري عن الكسائي في "التهذيب" ١٥/ ٣٤، وللكسائي في اللسان: "ذاك وذلك"، وهو لبعض نحوي الكوفة في جامع البيان ٢٠/ ٩٢، وبدون نسبة في الكشف والبيان ٧/ ٢٤٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٦١، البيان للأنباري ٢/ ٢٣٢.
(٣) حكاية أبي عبيد عن أبِي عمرو في الكشف والبيان ٧/ ٢٤٩، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٨٦.
(٤) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٤٣.
(٥) قاله ابن السكيت وابن قتيبة، ينظر: إصلاح المنطق ص ١٥٥، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٣٣، وينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ١٦٧.
(٦) قرأ نافع وأبو جعفر وورش: {رِدًا} بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الدال، ولكن أبا جعفر =

<<  <  ج: ص:  >  >>