للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون صِلةُ "الَّذِي" وأخواتِهِ "إِنَّ" وما عملت فيه. قال الفراء (١): و {مَفَاتِحَهُ}: جمع مِفْتَحٍ، ومن قال: مِفْتاحٌ، قال: جمعه مفاتيح.

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ} يعني: المؤمنين من بني إسرائيل {لَا تَفْرَحْ} أي: لا تَأْشَرْ ولا تَمْرَحْ ولا تَبْطَرْ {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦)} الأَشِرِينَ البَطِرِينَ الذين لا يشكرون اللَّه على ما أعطاهم، قال الشاعر:

٩٩ - ولَسْتُ بِمِفْراحٍ إذا الدَّهْرُ سَرَّني... ولا جازِعٍ مِن صَرْفِهِ المُتَحَوِّلِ (٢)

أراد: لستُ بِأَشِرٍ، لأنّ السرورَ غيرُ مكروه ولا مذموم.

قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ} يعني: بعدما خُسِفَ به وبداره الأرضُ، والهاء عائدة إلى قارون، والعرب تعبر بـ "أصبح" و"أمسى" و"أضحى" عن الصَّيروة والفعل، فتقول: أصبح فلانٌ عالمًا، وأمسى حزينًا،


= نحوي لغوي إخباري، سمع من المبرد وثعلب، أقام بمصر من سنة (٢٨٧ هـ) إلى (٣٠٠ هـ)، ثم رحل إلى حلب، ثم عاد إلى بغداد، وتوفي بها سنة (٣١٥ هـ)، من كتبه: شرح كتاب سيبويه، الأنواء. [إنباه الرواة ٢/ ٢٧٦، بغية الوعاة ٢/ ١٦٧، الأعلام ٤/ ٢٩١].
(١) هذا القول قاله النَّحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ٢٤٢، وأما الفرَّاء فإنه عند قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} قال: "مفاتحه: خزائنه، وواحد المفاتيح مَفْتَحٌ إذا أردت به المصدر، وإذا كان من المفاتيح التي يُفْتَحُ بها، وهو الإِقْلِيدُ، فهو مِفْتَحٌ ومِفْتاحٌ". معاني القرآن ٢/ ٢٦١، فواضح من كلامه أن المفاتيح عنده جمع لِمِفْتَح ومفتاح على السواء.
(٢) البيت من الطويل، لتأبطَ شرًّا، ورواية ديوانه: "مِنْ صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ"، ونُسِبَ لِهُدْبةَ بنِ الخَشْرَمِ، وللبعيث، ولأَبِي العتاهية، وليس لَهُمْ، ويُرْوَى؛ "وَلَا ضارِعٍ في صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ"، ويُرْوَى: "وَلَا جازِع مِنْ ريْبِهِ المُتَقَلِّبِ".
اللغة: المِفْراح: الكثير الفرح الذي يفرح كلما سَرَّهُ الدهر، صروف الدهرِ: نوائبُه لأنها تَصْرِفُ الشيءَ عن وجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>