للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو صار إليها، وهذا معنى قول مقاتل (١)، يقول: وما أنتم يا كفّارَ مكة بسابقي اللَّهِ فتفوتونه، في الأرض كنتم أو في السماء كنتم، أينما تكونوا حتى يجازيكم بأعمالكم السيئة، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} يمنعكم مني {وَلَا نَصِيرٍ (٢٢)} وينصركم من عذابِي.

قوله تعالى: {كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} يعني: قوم إبراهيم عليه السّلام حين دعاهم إلى اللَّه، ونَهاهُمْ عن عبادة الأصنام {إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (٢٤)} قرأ العامة: {جَوَابَ} بنَصب الباء على أنه: خبر {كَانَ}، و {أَنْ قَالُوا}: في محل الرفع على اسم {كَانَ}، وقرأ سالمٌ الأفطس (٢): {جَوَابَ} رفعًا: على اسم {كَانَ}، و {أَنْ قَالُوا} موضعه: نصب على خبرها (٣).

قوله تعالى: {وَقَالَ} يعني: إبراهيم عليه السّلام {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} اختلف القراء فيها، فقرأ ابن كثير وأبو عَمْرو والكسائي ويعقوب: {مَوَدَّةُ} رفعًا {بَيْنِكُمْ} خفضًا بالإضافة، وهو الاختيار على معنى: إن الذين اتخذتم من دون اللَّه أوثانًا هي مودة بينكم {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ثم تنقطع في الآخرة، كقوله تعالى: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ


(١) ينظر قوله في الوسيط ٣/ ٤١٧، زاد المسير ٦/ ٢٦٦، مجمع البيان ٨/ ١٩.
(٢) هو: سالِمُ بن عجلان الأفطسُ، أبو محمد الجَزَرِيُّ الحَرّانِيُّ، مولى بني أمية، تابعي ثقة صدوق إلا أنه كان مُرْجِئًا، روى عن ابن جبير والزهري، روى عنه الليث والثوري، قُتِلَ صَبْرًا مع بني أمية سنة (١٣٢ هـ). [ميزان الاعتدال ٢/ ١١٢، ١١٣، تهذيب التهذيب ٣/ ٣٨٢].
(٣) قرأ سالِمٌ الأفطس والحسن وعمرو بن دينار: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} بالرَّفع، وقرأ الباقون بالنصب، ينظر: تفسير القرطبي ١٣/ ٣٣٨، البحر المحيط ٧/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>