للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي أُمامة أيضًا قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- بَعَثَني رَحْمةً لِلعالَمِينَ، وأَمَرَني رَبِّي بمَحْقِ المَعازِفِ والمَزاميرِ والأوثان والصليب وأَمْرِ الجاهلية، وحَلَفَ رَبِّي بِعِزَّتِهِ: لا يَشْرَبُ عَبْدٌ من عبادي جَرْعةً مِنْ خَمْرٍ، إلّا سَقَيْتُهُ مِثْلَها من الصَّدِيدِ يوم القيامة، مغفورًا له أو مُعَذَّبًا، ولا يَسْقِيها صَبِيًّا صغيرًا مُسْلِمًا إلّا سقيتُه مثلَها من الصديد يوم القيامة، مغفورًا له أو مُعَذَّبًا، ولا يَتْرُكُها مِن مَخافَتي إلّا سَقَيْتُهُ مِن حِياضِ القُدُسِ يومَ القيامة" (١).

وعن محمد بن المُنْكَدِرِ، قال (٢): بَلَغَنِي أن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- يقول يوم القيامة: "أين الذين كانوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُم وأَسْماعَهُم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أَدْخِلُوهُمْ رياضَ المِسْكِ"، ثم يقول للملائكة: "أَسْمِعُوا عبادي حَمْدِي وتمجيدي، وأَخْبِرُوهُم أَنْ لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يَحْزَنُونَ".

وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن مَلأَ مَسامِعَهُ من غِناءٍ لم يُؤْذَنْ له أن يَسْمَعَ صَوْتَ الرُّوحانِيِّينَ يوم القيامة"، قيل: وما الرُّوحانِيُّونَ يا رسول اللَّه؟ قال: "قُرّاءُ أَهْلِ الجنة" (٣).

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}؛ أي: لا تَعْدِلْ به شيئًا في العبادة، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)} يريد: ليس من


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٥/ ٢٥٧، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٨/ ١٩٧، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٦٩ كتاب الأشربة: باب في الخمر ومن يشربها، وينظر: الدر المنثور ٢/ ٣٢٣، كنز العمال ١١/ ٤٤٣.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٣١١، تفسير القرطبي ١٤/ ٥٣، الدر المنثور ٥/ ١٥٣.
(٣) ينظر: الوسيط للواحدي ٣/ ٤٤٢، مجمع البيان ٨/ ٧٧، تفسير القرطبي ١٤/ ٥٤، الجامع الصغير ٢/ ٥٦٩، الدر المنثور ٥/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>