للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السُّدِّيُّ (١): هذه الصخرة ليست في السماوات ولا في الأرض، هي تحتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، عليها مَلَكٌ قائمٌ قال صاحب إنسان العين (٢): هي صخرة عليها الأرض حيث لم نعرف، ولا معنى للقول بأنها سِجِّينٌ.

وقوله: {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} هذا جواب الشرط، {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} باستخراجها {خَبِيرٌ (١٦)} عليم بمكانها، قال الثعلبي -رحمه اللَّه- (٣): "رأيت في بعض الكتب، أن لقمان قال لابنه: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ. . .} إلى آخر الآية، فانْفَطَرَ هَيْبةً من هذه الكلمة فمات، فكان آخِرَ حِكْمَتِهِ".

قوله: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}، وقرأ النَّخَعي ونافعٌ وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلفٌ والأعمش ويحيى وابنُ محيصِن: بالألف، ورُوِيَ عن عاصم الجَحْدَرِيِّ: {وَلَا تُصَعِّرْ} بضم التاء وجزم الصاد، من أَصْعَرَ، وقرأ الباقون: {تُصَعِّرْ} (٤) بغير ألف مع التشديد، من التَّصْعِيرِ، ومعناه: لا تتكَبَّرْ فتُحَقِّرَ الناسَ، وتُعْرِضَ عنهم بوجهك إذا كَلَّمُوكَ، وقيل: معناه: لا تَعْبِسْ فِي وجوه الناس، وقيل: التصعير: التشديق في الكلام.

وأصل هذه الكلمة من المَيْلِ، يقال: رَجُلٌ أَصْعَرُ: إذا كان مائِلَ العُنُقِ، وجمعه: صُعْرٌ، والصَّعَرُ: داءٌ يأخذ الإبل في أعناقها ورءوسها حتى تَلْتَفِتَ


(١) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٣١٤، زاد المسير ٦/ ٣٢١، مجمع البيان ٨/ ٨٦، تفسير القرطبي ١٤/ ٦٨.
(٢) عين المعاني ورقة ١٠١/ أ.
(٣) الكشف والبيان ٧/ ٣١٤.
(٤) ينظر: السبعة ص ٥١٣، مختصر ابن خالويه ص ١١٨، تفسير القرطبي ١٤/ ٦٩، البحر المحيط ٧/ ١٨٣، الإتحاف ٢/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>