للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعناقُها، فشُبِّهَ الرجلُ المتكبر الذي يُعْرِضُ عن الناس احتقارًا لهُم بذلك (١)، قال الشاعر:

١١٩ - وكُنّا إذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ... أَقَمْنا لهُ مِن مَيْلِهِ فتَقَوَّما (٢)

وقال آخر:

١٢٠ - وكُنّا إذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدُّهُ... ضَرَبْناهُ تحتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ (٣)

أي العنق، والأُنثيان: الأُذُنانِ.


(١) ينظر: مجاز القرآن ٢/ ١٢٧، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٩٨، تهذيب اللغة ٢/ ٢٧، غريب القرآن للسجستانِي ص ١٢٣.
(٢) البيت من الطويل، للمتلمس من قصيدة يهجو بها عمرو بن هند، وأولها:
يُعيِّرُنِي أمِّي رِجالٌ، ولن تَرَى... أَخا كَرَمٍ إلّا بِأَنْ يَتَكَرَّما
ويُرْوَى: "فَتَقَوَّمِ" بالبناء على الكسر، وهو بهذه الرواية لعمرو بن حُنَيٍّ التغلبي من قصيد يفخر فحها بقتل عمرو بن هند، وهي مخفوضة القوافِي، ومنها:
نُعاطي المُلُوكَ السِّلْمَ ما قَصَدُوا بنا... وَلَيْسَ عَلَيْنا قَتلُهُمْ بمُحَرَّمِ
ونُسب لجابر بن حُنَيٍّ التغلبي.
التخريج: ديوان المتلمس ص ٢٤، مجاز القرآن ٢/ ١٢٧، معجم الشعراء ص ١٣، مقاييس اللغة ٢/ ٢٧٤، الكشف والبيان ٧/ ٣١٥، مختارات ابن الشجري ص ١٢١، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص ١٦٥، الحماسة البصرية ص ١٢٩، عين المعاني ورقة ١٠١/ ب، ١٢٦/ ب، تفسير القرطبي ١٤/ ٦٩، اللسان: درأ، صعر، كون، البحر المحيط ٧/ ١٧٧، التاج: درأ، صعر، كون.
(٣) البيت من الطويل، للفرزدق، ورواية ديوانه:
وَكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُوبٌ... ضَرَبْناهُ فَوْقَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
ويُرْوَى: "دُونَ الأُنْثَيَيْنِ"، ونُسِبَ لذي الرُّمّةِ، وهو في ديوانه أيضًا.
اللغة: الأُنْثَيانِ هنا: الأُذُنانِ؛ لأن الأُذُنَ أنثى، الكَرْدُ: أصل العنق، العَتُود: الجَدْيُ الذي اسْتَكْرَشَ، ونَبِيبُهُ: صِياحُهُ عند الضِّراب، وقوله: "نَبَّ عَتُودُه" كناية عن التكبر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>