للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} (١).

قوله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}؛ أي: بل يقولون: افتراه محمد من تلقاء نفسه، وقيل (٢): الميم: صلة؛ أي: أيقولون، وقيل (٣): هو بمعنى الواو، يعني: ويقولون، وقيل (٤): فيه إضمار، مجازه: فهل يؤمنون به أم يقولون افتراه؟ وهو استفهام توبيخ.

وقوله: {بَلْ هُوَ}؛ أي: القرآن {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} يا محمد {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} يعني: العرب، وكانوا أُمّهً أُمِّيّةً، لم يَأْتِهِمْ نذيرٌ قبل محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- {لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}؛ أي: لكي يُرشَدوا من الضلالة إلى الهدى.

قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}؛ أي: ذلك الذي صَنَعَ ما ذُكِرَ من خَلْقِ السماوات والأرض، عالِمُ ما غاب عن الخلق، وعالِمُ ما حضر


(١) يس ٣ - ٥، ومن أول قوله: "وفي رفع {تَنْزِيلُ} ثلاثة أوجه" قاله النَّحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ٢٩١، وفيه وجه آخر ذكره الزَّجّاج، فقال: "ويجوز أن يكون في المعنى خبرًا عن {الم}؛ أي: ألم من تَنْزِيل الكتاب". معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٠٣، وعلى هذا الوجه يكون {لَا رَيْبَ فِيهِ} حالًا من الكتاب، والعامل فيه {تَنْزِيلُ}، ينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٨٦، التبيان للعكبري ص ١٠٤٧.
(٢) يعني أن "أَمْ" بمعنى: همزة الاستفهام، وهذا قول ابن الأنباري، قاله في إيضاح الوقف والابتداء ص ١٩٥، وينظر: تفسير القرطبي ٨/ ٣٤٤، وذهب أبو زيد إلى أن "أَمْ" في هذه الآية زائدة، ينظر قوله في الجنى الدانِي ص ٢٠٦، ٢٠٧.
(٣) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ١٣٠، وينظر: جامع البيان ٢١/ ١٠٩، الفريد للهمداني ٤/ ٢٠، الجنى الدانِي ص ٢٠٧، وقال الزَّجّاجي: "وقد تَجِيءُ فِي الشعر شاذة بِمَعْنَى الواو". حروف المعاني ص ٤٨، ٤٩.
(٤) هذا أحد ثلاثة أوجه قالها السجاوندي في عين المعاني ورقة ١٠٢/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>