للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ثعلبٌ (١): معناه: متى هذا القضاء؟ يقال للحاكم: فاتح وفَتّاحٌ؛ لأن الأشياء تَنْفَتِحُ على يديه وتَنْفَصِلُ، وفي القرآن: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} (٢).

وقال قتادة (٣): قال أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ لنا يومًا ننعم فيه ونستريح، ويُحْكَمُ بينَنا وبينكم، فقال الكفار استهزاءً: متى هذا الفتح؟ أي: القضاء والحكم.

و {مَتَى}: فِي موضع رفع، ويجوز أن يكون فِي موضع نصب على الظرف (٤).

قوله: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ} بالبعث إذا جاءهم العذاب {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) أي: يُؤَخَّرُونَ عن العذاب إذا سألوه النَّظْرةَ والرَّجْعةَ إلى الدنيا، و {يَوْمَ}: منصوب على الظرف، وأجاز الفراء رفعه (٥).

قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} يا محمد {وَانْتَظِرْ} بهم العذاب


(١) ينظر قوله في التهذيب ٤/ ٤٤٨، وهو بغير عزو في إعراب القرآن للنَّحاس ٣/ ٣٠٠، تفسير القرطبي ١٤/ ١١١.
(٢) الأعراف ٨٩.
(٣) ينظر قوله في معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢١٢، جامع البيان ٢١/ ١٣٩، الكشف والبيان ٧/ ٣٣٥، تفسير القرطبي ١٤/ ١١١.
(٤) {مَتَى} في موضع رفع على أنه خبر مقدم، و {هَذَا} مبتدأ مؤخر، ويكون في موضع نصب على الظرف، فيكون متعلقًا بمحذوف يعرب خبرًا مقدمًا أيضًا، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ٣٣٣، إعراب القرآن ٣/ ٢٩٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٩٠.
(٥) قال الفرَّاء: "ولو رفع {يَوْمَ الْفَتْحِ} على أول الكلام؛ لأن قوله: {مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} مَتَى: في موضع رفع". معاني القرآن ٢/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>