للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأثْبَتَ الألِفاتِ فيها وَصْلًا ووَقْفًا أهلُ المدينةِ والشامِ وأيُّوبُ، وعاصمٌ برواية أبِي بكر بن عياشٍ، والكسائيُّ برواية قتيبة (١)، واحتجُّوا بأنّ ألِفاتِها ثابتةٌ في مصحف عثمان وسائرِ مصاحف أهل البلدان.

وقرأها أبو عمرٍو في سائر الروايات، وحمزةُ ويعقوبُ بغير ألِفٍ فِي الحالين على الأصل، وقرأ الباقون بالألف في الوقف في المواضع كلها دون الوصل، واحتجُّوا بأن العرب تفعل ذلك فِي قَوافِي أشعارهم ومصاريعها، فَتُلْحِقُ الألفَ في موضع الفتح عند الوقف، ولا تفعل ذلك فِي حشو الأبيات، فَحَسُنَ إثبات الألف فِي هذه الحروف لأنها رؤوس الآيِ تمثيلًا لَها بالقوافِي (٢)، قال صاحب إنسان العين (٣): لأن الألِف فيها من الفواصل، والفواصلُ تُشْبِهُ القوافِيَ من حَيْثُ إنّ الأصل في كل آيةٍ أن تكون كلامًا قائمًا بنفسه كالبيت من الشِّعر، فهو نظير الأبيات في الوصل والخط.


= عن عاصم، وابنُ محيصن وخلفٌ بالألف فيهن في الوقف فقط، وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير ألف في الحالين، ورَوَى هُبَيْرةُ عن حفص بالألف فيهن وصلًا ووقفًا، ورُوِيَ عن أبِي عمرو بالألف فيهن وصلًا ووقفًا. ينظر: السبعة ص ٥١٩ - ٥٢٠، حجة أبِي زرعة ص ٥٧٢ - ٥٧٣، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٩٤، تفسير القرطبي ١٤/ ١٤٥، النشر ٢/ ٣٤٧، ٣٤٨، البحر المحيط ٧/ ٢١١، الإتحاف ٢/ ٣٧١.
(١) قتيبة بن مهران الآزاذانِيُّ، أبو عبد الرحمن من أصبهان، إمامٌ صالحٌ ثقةٌ مقرئ كبير الشأن، أخذ القراءة عن الكسائي وسمع من الليث بن سعد وشعبة، توفي بعد سنة (٢٠٠ هـ) بقليل. [غاية النهاية ٢/ ٢٦، الأنساب ١/ ٦٣].
(٢) قاله الأخفش وأكثر العلماء، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٧٢، ٤٤٢، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢١٨، إيضاح الوقف والابتداء ص ٣٧٦، إعراب القرآن ٣/ ٣٠٥، الحجة للفارسي ٣/ ٢٨١.
(٣) عين المعانِي ورقة ١٠٣/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>