للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٨ - وَكِسْرَى إذْ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ... بأسْيافٍ كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ... أَنَي وَلِكُلِّ حامِلةٍ تَمامُ (١)

وفيه لغةٌ أُخرى، يقال: آنَ يَأْنِي أيْنًا، وآنَ يَئِينُ: إذا انتهى مثل: حانَ يَحِينُ (٢)، و {غَيْرَ} منصوبٌ على الحال، و {إِنَاهُ} نصب بوقوع الناظرين عليه، ولا وجه لجر "غير" على صفة الطعام إلا أن يُقال فِي غير القرآن (٣).


(١) البيتان من الوافر، لعمرو بن حسان يعاتب امرأته، وقد أُنْشِدا لخالد بن حِقٍّ الشيبانِيِّ، ونُسِبا لِعَدِيِّ بن زيد، وهما في ملحق ديوانه، والثانِي منهما في ملحق ديوان النابغة الذبيانِيِّ.
اللغة: تقسمه بنوه: قسموه بينهم. اللِّحامُ: جمع لَحْمٍ. تمخض الولد: تحرك في بطن أمه، وتمخضت المنون: كناية عن الموت. أنَى: أدرك وبلغ منتهاه. تمام: يقال: أتمت الحُبْلَى فهي مُتِمٌّ: إذا تمت أيام حملها وشارفت الوضع.
التخريج: ملحق ديوان النابغة ص ٢٣٢، ٢٥٠، ملحق ديوان عدي بن زيد ص ٢٠٣، مجاز القرآن ٢/ ١٤٠، جمهرة اللغة ص ٦٠٨، إصلاح المنطق ص ٣، ٣٤٢، الكشف والبيان ٨/ ٥٨، الإنصاف ص ٧٦٠، الاقتضاب ٢/ ١٤١، أساس البلاغة: مخض، المحرر الوجيز ٥/ ٢٣٢، ٢٦٤، تفسير القرطبي ١٤/ ٢٢٦، شرح المفصل ٤/ ١٠٣، اللسان: أني، حمل، كثر، مخض.
(٢) ينظر في هذه اللغات: المقصور والممدود للفراء ص ٣٩، ٤٨، المقصور والممدود لابن ولادص ٧، المقصور والممدود للقالِي ص ١٧٣، التهذيب ١٥/ ٥٥٣ - ٥٥٤، لسان العرب: أنى، أين، ولكني لَمْ أقف على لغة "آنَ يَئِينُ"، وأرْعم أنها من باب الإبدال بين الهمزة والحاء.
(٣) "غَيْرَ" منصوب على الحال كما ذكر المؤلف، وصاحب الحال هو الضمير في "لَكُمْ"، والعامل فيه "يُؤْذَنَ"، وقد أجاز الفراء خفض "غَيْرَ" على نعت الطعام، ينظر: معانِي القرآن ٢/ ٣٤٧، وقال الأخفش: "ولا يكون جَرًّا على الطعام إلا أن تقول: أنتم". معاني القرآن ص ٤٤٣، يعني: إلا أن يظهر الضمير؛ لأن الكلام جارٍ على غيرِ مَنْ هو له.
وقال النحاس: "ولا يجوز في "غَيْرَ" الخفض على النعت للطعام؛ لأنه لو كان نعتا لَمْ يكن بُدٌّ من إظهار الفاعلين، وكان يكون: غير ناظرين إناه أنتم، ونظير هذا من النحو: هذا رجل =

<<  <  ج: ص:  >  >>