للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: ما نحن وأنتم على أمرٍ واحدٍ، إنّ أحد الفريقين لَمُهْتَدٍ والآخر ضالٌّ، فالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومن اتبعه على الهدى، ومَنْ خالَفَهُ فِي ضلالٍ مبينٍ، فكَذَّبَهُم بأحسنَ مِنْ تَصْرِيحِ الكذبِ، وهذا على وجهِ الاستهزاء بهم، وهو غير شاكٍّ فِي دِينه وهُداهُ، كقول الشاعر:

١٥٤ - يَقُولُ القائِلُونَ بَنُو قُشَيْرٍ... طَوالَ الدَّهْرِ: ما تَنْسَى عَلِيّا

بَنُو عَمِّ الرُّسُولِ وَأقْرَبُوهُ... أحَبُّ النّاسِ كُلِّهِمُ إلَيّا

فَإِنْ يَكُ حُبُّهُمْ رُشْدًا أُصِبْهُ... وَلَيْسَ بِمُخْطِئً إنْ كانَ غَيّا (١)


= الواو، ولكنها تكون في الأمر المُفَوَّضِ، كما تقول: إنْ شِئْتَ فَخُذْ دِرْهَمًا أو اثنين، فله أن يأخذ واحدًا أو اثنين، وليس له أن يأخذ ثلاثة، وفي قولِ مَنْ لا يُبْصِرُ العربيةَ، ويجعل "أو" بمنزلة الواو، يجوز له أن يأخذ ثلاثة. والمعنى في قوله: "وَإنّا أوْ إيّاكُمْ": إنا لَضالُّونَ أو مُهْتَدُونَ، وإنكم أيضًا لَضالُّونَ أو مهتدون، وهو يعلم أن رسوله المهتدي وأن غيره الضّالُّ". معانِي القرآن ٢/ ٣٦٢.
وينظر أيضًا: معانِي القرآن وإعرابه للزجاج ٤/ ٢٥٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٤٦، ٣٤٧، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٠٩، التبيان للعكبري ص ١٠٦٨ - ١٠٦٩، البحر المحيط ٧/ ٣٦٧، الدر المصون ٥/ ٤٤٥.
(١) الأبيات من بحر الوافر، لأبِي الأسود الدُّؤَلِيِّ، يَرُدُّ على بَنِي قُشَيْرٍ ويَهْجُوهُمْ، ورواية الأول في ديوانه:
يَقُولُ الأرْذَلُونَ. . . . . ... . . . . لا تَنْسَى عَلِيّا
ورواية الثانِي فيه: "بَنُو عَمّ النَّبِيِّ"، ورواية الثالث فيه:
وَفِيهِمُ أُسْوةٌ إنْ كانَ غَيّا
التخريج: ديوانه ص ٧٢، ٧٣، مجاز القرآن ٢/ ١٤٨، الكامل للمبرد ٣/ ٢٠٥، أخبار أبِي القاسم الزجاجي ص ١٤٢، الأضداد لابن الأنباري ص ٢٨٠، الكشف والبيان ٨/ ٨٨، أمالي المرتضى ١/ ٢٩٣، الاقتباس من القرآن ١/ ١٣٨، عين المعانِي ورقة ١٠٧/ أ، تفسير القرطبي ١/ ٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>