للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} وهم الأتباع {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} وهم الأشراف والقادة {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} قال الأخفش (١): الليل والنهار لا يمكران بأحدٍ، ولكن يُمْكَرُ فيهما، كقوله تعالى: {مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} (٢) يعني: أخرجك أهلُها، وهذا من سَعةِ العربية. كما يقال: عَزَمَ الأمرُ، وفلانٌ نَهارُهُ صائِمٌ ولَيْلُهُ قائِمٌ (٣)، قال الشاعر:

١٥٥ - وَنِمْتِ وَما لَيْلُ المَطِيِّ بِنائِمِ (٤)

وقيل (٥): مكر الليل والنهار بهم: طول السلامة فيهما، كقوله تعالى:


(١) معاني القرآن ص ٤٤٥.
(٢) محمد ١٣.
(٣) قال سيبويه: "ومثل ما أُجْرِيَ مُجْرَى هذا في سعة الكلام والاستخفاف قوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، فالليل والنهار لا يمكران، ولكنَّ المَكْرَ فيهما". الكتاب ١/ ١٧٦، وكرره في الكتاب ١/ ٢١٢، وينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٦٣، وينظر: مجاز القرآن ١/ ٢٧٩، ٣٣٩، ٢/ ٩٦.
(٤) هذا عجز بيت من الطويل، لجرير يجيب الفرزدقَ، وصدره:
لقَدْ لُمْتِنا يا أُمُّ غَيْلانَ فِي السُّرَى
اللغة: أم غيلان: ابنته، وما ليل المطي بنائم: يقول لها: لا تلومينا في السرى لَيْلَنا ونَهارَنا كلُّه في طلب العلا.
التخريج: ديوانه ص ٩٩٣، الكتاب ١/ ١٦٠، مجاز القرآن ١/ ٢٧٩، ٣٣٩، ٢/ ٩٦، المقتضب ٣/ ١٠٥، ٤/ ٣٣١، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٤٩، المحتسب ٢/ ١٨٤، الصاحبي ص ٣٦٨، إصلاح الخلل ص ٢١٠، أمالي ابن الشجري ١/ ٥٣، ٢/ ٢٩، الإنصاف ص ٢٤٣، عين المعانِي ورقة ١٠٧/ أ، تفسير القرطبي ٨/ ٣٦٠، ١٤/ ٣٠٣، ٢٠/ ٤٢، شرح الكافية للرضي ١/ ٢٤٩، اللسان: ربح، خزانة الأدب ١/ ٤٦٥، ٤٦٦، ٨/ ٢٠٢.
(٥) قاله سفيان بن عيينة، ذكر ذلك السجاوندي في عين المعانِي ورقة ١٠٧/ أ، وهو بدون نسبة فِي الكشف والبيان ٨/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>