للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} (١) ونحوه، قال المبرد (٢): معناه: بل مكركم فِي الليل والنهار {إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا}، وهو أنهم كانوا يقولون لهم: إنّ دِيننا هو الحق، وإنّ محمَّدًا ساحرٌ كَذّابٌ {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}؛ أي: أظهروا الندامة، وهو من الأضداد، يكون بمعنى الإخفاء والإبداء (٣)، كما قال الشاعر:

١٥٦ - تَجاوَزْتُ أحْراسًا إلَيْها وَمَعْشَرًا... عَلَيَّ حِراصًا لَوْ يُسِرُّونَ مَقْتَلِي (٤)

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى}؛ أي: قُرْبَى، يعنِي: قُرْبةً ومَنْزِلًا، وهو في موضع نصبٍ على المصدر، قال الأخفش (٥): {زُلْفَى} يعنِي: إزْلافًا، وهو اسم المصدر؛ أي: تقرِّبكم عندنا تقريبًا.


(١) الحديد ١٦.
(٢) قال المبرد: "تأويله واللَّه أعلم: بل مكركم في الليل والنهار، فأضيف المصدر إلى المفعول". المقتضب ٤/ ٣٣١، وقال مثله في الكامل ١/ ١٣٥، ٣/ ٤١٠.
(٣) ينظر: الأضداد لقطرب ص ٨٩، الأضداد لابن الأنباري ص ٤٥، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٥٠، الأضداد لأبِي الطيب اللغوي ١/ ٣٥٣.
(٤) البيت من الطويل، لامرئ القيس من معلقته، ورواية ديوانه:
تَجاوَزْتُ أحْراسًا وَأَهْوالَ مَعْشَرٍ... عَلَيَّ حِراصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
ومعنى "يُشِرُّونَ": يُظْهِرُونَ.
التخريج: ديوانه ص ١٣، جمهرة اللغة ص ٧٣٦، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٥٠، الأضداد لأبِي الطيب ١/ ٣٥٥، الاقتضاب ٢/ ١٨٢، إصلاح الخلل ص ١٠٢، تصحيح الفصيح وشرحه ص ٣٨٩، تفسير القرطبي ١٤/ ٣٠٣، ١٩/ ١٢، شرح الكافية للرضي ٤/ ٤٧٣، رصف المبانِي ص ٢٩٢، اللسان: شرر، مغني اللبيب ص ٣٥٠، ٦٧٧، الدر المصون ٦/ ٣٩٢، شرح شواهد المغني ص ٦٥١، خزانة الأدب ١١/ ٢٣٨، ٢٣٩.
(٥) معانِي القرآن ص ٤٤٥، ونص كلامه: "زلفى هاهنا اسم المصدر، كأنه أراد: بالتي تقربكم عندنا إزلافًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>