للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالرفع (١)، جَعَلَ الكَوْنَ بِمَعْنَى الوقوع، وحينئذٍ لا يَحْتاجُ إلى خَبَرٍ.

قوله: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} نداءُ نكرةٍ؛ أي: يا هَؤُلاءِ تَحَسَّرُوا حَسْرةً (٢)، تحريضٌ لهم على التحسُّر، وهو منصوبٌ بالتنوين؛ لِتَمَكُّنِ النكرةِ وأنها لا تُبْنَى، قال الشاعر:

١٦٩ - يا راكِبًا بَلِّغَ إخْوانَنا... مَنْ كانَ مِنْ كِنْدةَ أوْ وائِلِ (٣)

وقرأ عكرمة: "يا حَسْرَهْ عَلَى العِبادِ" بِجَزْمِ الهاء (٤).

والحسرة: الندامة يوم القيامة، يقول: يا لها من حسرةٍ على الكفار، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠) أي: يسخرون منه، ويقال: الحسرة


(١) وبها قرأ أيضًا شيبة والأعرج ومعاذ بن الحارث، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٢٥، المحتسب ٢/ ٢٠٦، ٢٠٧، تفسير القرطبي ١٥/ ٢١، البحر المحيط ٧/ ٣١٧، الإتحاف ٢/ ٣٩٩، ٤٠٠.
(٢) على هذا التأويل الذي ذكره المؤلف لا يكون "حَسْرةً" منادى، بل يكون مفعولًا مطلقًا لفعل محذوف، ويكون المنادى محذوفًا، وهو "هَؤُلاء" كما قَدَّرَهُ الجِبْلِيُّ هنا، وأما إذا كان "حَسْرةً" هو المنادى، فإن المعنى: يا حَسْرةً هذا أوانُكِ وإبّانُكِ الذي يجب أن تَحْضُرِي فيه، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٨٤، إعراب القرآن ٣/ ٣٩٢، التهذيب ٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٢٤، التبيان للعكبري ص ١٠٨١، البحر المحيط ٧/ ٣١٨، الدر المصون ٥/ ٤٨١.
(٣) البيت من السريع، لامرئ القيس، ونُسِبَ لعمرو بن قميئة، وليس في ديوانه، وقوله: "بَلِّغَ" أراد: بَلِّغَنْ بنون التوكيد الخفيفة.
التخريج: ديوان امرئ القيس ص ٢٥٨، التعازي والمراثي للمبرد ص ١٣٧، الحماسة البصرية ص ١٥١، خزانة الأدب ١١/ ٤٥١.
(٤) قرأ عكرمة وابن ذكوان وأبو الزناد والأعرج ومسلم بن جندب: "يا حَسْرَهْ عَلَى العِبادِ" بإسكان الهاء؛ إجراء للوصل مجرى الوقف، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٢٥، المحتسب ٢/ ٢٠٨، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٣، البحر المحيط ٧/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>