للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكافر: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، ويقول المسلم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)}، ومحلُّ {هَذَا} خفضٌ؛ لأنه نعت لقوله: {مِنْ مَرْقَدِنَا} أو بدله (١)، وإن شئت قلت: محلُّه رفعٌ بالابتداء وخبره {مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ}، وذلك إذا وقفت على {مَرْقَدِنَا} (٢).

قوله: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ} ابتداءٌ {جَمِيعٌ} تأكيد {لَدَيْنَا} نصبٌ على الظرف {مُحْضَرُونَ (٥٣)} خبرُه.

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ} يعني يوم القيامة {لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} نصبٌ على خبر ما لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ (٣) {وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)} يعني: فِي الدنيا من خيرٍ وشرٍّ، ومحلُّ {مَا} نصبٌ من وجهين، أحدهما: أنه مفعول ما لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ، والثانِي: بِنَزْعِ حرف الصفة؛ أي: بما كنتم تعملون.

قوله: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ} يعني يوم القيامة {فِي شُغُلٍ} عَمّا أهْلُ النّارِ فيه {فَاكِهُونَ (٥٥)} قرأ ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرٍو وشيبة بجزم الغين،


(١) في الأصل: "ومحل "هذا" خفض لأنه نعته ترجمة "من مرقدنا" أو بدله أو نعته"، وقد رأيت تعديل النص على النحو المثبت.
وإذا كان "هذا" نعتًا أو بدلًا فإن وقف التمام يكون على "هَذا"، وتبتدئ: "ما وَعَدَ الرَّحْمَنُ"، وهذه قراءةُ غَيْرِ حَفْصٍ، وعلى هذا يكون "ما" في محل رفع إما على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذا ما وعد الرحمن، وإما على أنه مبتدأ وخبره محذوف تقديره: ما وَعَدَ الرحمنُ حَقٌّ، وإما على أنه فاعل بفعل مضمر تقديره: بَعَثَكُمْ ما وَعَدَ الرَّحْمَنُ، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٩١، إيضاح الوقف والابتداء ص ٤٥١، ٤٥٢، ٨٥٤، إعراب القرآن ٣/ ٤٠٠ - ٤٠١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٣٠، الفريد للهمداني ٤/ ١١٣، تفسير القرطبي ١٥/ ٤٢.
(٢) ينظر: إيضاح الوقف والابتداء ص ٤٥١، ٤٥٢، ٨٥٣، ٨٥٤، إعراب القرآن ٣/ ٤٠٠، تفسير القرطبي ١٥/ ٤٢.
(٣) يعني أنه مفعول ثانٍ للفعل "تُظْلَمُ" المَبْنِيِّ للمفعول.

<<  <  ج: ص:  >  >>