للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدرٌ، في الكواكب على معنى: إنّا زينّا الكواكبَ فيها (١)، وقرأ حمزة وحفصٌ عن عاصمٍ: "بِزِينةٍ" بالتنوين "الكَواكِبِ" خفضًا على البدل من الزينة، وقرأ الباقون: "بِزِينةِ الكَواكِبِ" مضافًا (٢)، قال ابن عبّاسٍ: يعني: كضوء الكواكب.

قوله: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (٧) أي: خبيثٍ متمردٍ، معناه: وجعلنا للسماء حِفْظًا، وذلك شائعٌ فِي اللغة، وقيل (٣): هو نصبٌ على المصدرِ، والفعلُ محذوفٌ، أي: وحَفِظْناها حِفْظًا، أو مَعَ حِفْظٍ.

و"مارِدٍ" نعت لـ "شَيْطانٍ"، والمارد: العاتِي المتكبر، يقال: قد تَمَرَّدَ فلانٌ على أهله: إذا تَكَبَّرَ عليهم، ويقال منه: مَرُدَ يَمْرُدُ مُرُودًا فهو مارِدٌ، وتَمَرَّدَ يَتَمَرَّدُ تَمَرُّدًا، وأصله من قولهم: شَجَرةٌ مَرْداءُ: إذا سقط ورقها، ورَجُلٌ أمْرَدُ: إذا لَمْ يكن له لحيةٌ، وصَخْرةٌ مَرْداءُ: إذا كانت مَلْساءَ، وكل عاتٍ من الجن والإنس تسميه العرب شيطانًا ماردًا (٤).


(١) ويجوز أن يكون "الكَواكِبَ" منصوبًا بفعل مضمر؛ أي: أعني الكواكب، أو بدلًا من "بِزِينةٍ" على الموضع؛ لأن الزينة في موضع نصب، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٩٨، إعراب القرآن ٣/ ٤١٠ - ٤١١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٣٣ - ٢٣٤، الفريد للمنتجب الهمداني ٤/ ١٢٤.
(٢) قرأ أبو بكر عن عاصم، وأبو عمرو في روايةٍ عنه، والأعمشُ وابنُ وَثّابٍ: "بِزِينةٍ الكَواكِبَ"، وقرأ حمزة وحفص وابن مسعود وطلحة ومسروق والنخعي والحسن والأعمش: "بِزِينةٍ الكَواكِبِ"، وقرأ الباقون بالإضافة، ينظر: السبعة ص ٥٤٦ - ٥٤٧، تفسير القرطبي ١٥/ ٦٤، البحر المحيط ٧/ ٣٣٨، النشر ٢/ ٢٥٦، الإتحاف ٢/ ٤٠٧ - ٤٠٨.
(٣) قاله الأخفش وأبو عبيدة وغيرهما، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٥١، مجاز القرآن ٢/ ١٦٦، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٩٨، إعراب القرآن ٣/ ٤١١، ويجوز أن يكون مفعولًا له على زياد الواو، والعامل فيه "زَيَّنّا"، ينظر: الفريد ٤/ ١٢٥، البحر المحيط ٧/ ٣٣٨، الدر المصون ٥/ ٤٩٥.
(٤) ينظر في هذه المعانِي: إعراب القرآن ٣/ ٤١١، التهذيب ١٤/ ١١٨ - ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>