للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنصب عبد العزيز على الترجمة عن "الذي"، ويجوز رفعه على معنى: هو عبد العزيز، والمعنى: أنه خالِقُكُمْ وخالِقُ مَنْ قَبْلَكُمْ ورازِقُكُمْ ورازِقُ مَنْ قَبْلَكُمْ، فهو الذي تَحِقُّ له العبادةُ.

قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠)} يعني: أهل دينه ومَنْ كان على مذهبه، وقيل (١): أراد آل محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذه قراءة نافعٍ وشيبة والأعرج وابن عامرٍ (٢)، أضافوا إلى آلٍ "ياسِينَ"، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: "إلْياسِينَ"، وإلْياسُ يُسَمَّى إلْياسِينَ وياسِينَ، وهو اسمٌ أعجميٌّ مثل مِيكالَ ومِيكائِيلَ، ولذلك لَمْ ينصرف، وإلياسين لغة كإسرائين في إسرائيل (٣)، والأشياء الأعجمية إذا وقعت إلى العرب غَيَّرَتْها بضروبٍ من التغيير، فيقولون: إبْرَهِيمُ


= ولكنني وجدت في ديوانه بيتين على الوزن نفسه والرُّوِيِّ نفسه في مدح عبد العزيز بن مروان أيضًا، ويمكن أن يكونا مع البيتين اللذين أنشدهما المؤلف من قصيدة واحدة، وهذان البيتان هما:
مَن ذا، اِبنَ لَيلى، جَزاكَ اللَّهُ مَغفِرةً... يُغْنِي مَكانَكَ أوْ يُعْطِي الَّذِي تَهَبُ
قَدْ كانَ عِنْدَ ابْنِ لَيْلَى غَيْرُ مُعْوِزر... لِلفَضْلِ وَصْلٌ وَلِلمُعتَرِّ مُرْتَغَبُ
التخريج: ديوانه ص ٦٤، الأضداد للأنباري ص ٦٨.
(١) حكاه الفراء عن الكلبي في معانِي القرآن ٢/ ٣٩٢، وينظر: مجاز القرآن ٢/ ١٧٤، الوسيط ٣/ ٥٣٢، تفسير القرطبي ١٥/ ١١٩.
(٢) وبها قرأ أيضًا ابنُ مسعود ويعقوبُ ورُويْسٌ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ، ينظر: تفسير القرطبي ١٥/ ١١٨، البحر المحيط ٧/ ٣٥٨، النشر ٢/ ٣٦٠، الإتحاف ٢/ ٤١٥.
(٣) وأنشد الفراء شاهدًا على "إسْرائِينَ":
يَقُولُ أهْلُ السُّوقِ لَمّا جِينا... هَذا، وَرَبِّ البَيْتِ، إسْرائِينا
معانِي القرآن ٢/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>