للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): جوابه قوله: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} (٢)، وقيل (٣): جوابه قوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّار} (٤)، وهو قول الكسائي (٥).

وقيل (٦): فيه تقديمٌ وتأخيرٌ، تقديره: بل الذين كفروا في عِزِّة وشقاق والقرآنِ ذِي الذكر، وقال الفراء (٧): {ص} معناها: وَجَبَ وحَقَّ، جوابٌ لقوله: {وَالْقُرْآنِ}، كما تقول: نَزَلَ واللَّهِ.

وقال القتيبي (٨): {بَلِ} إنما تجيء لتَدارُكِ كلامٍ ونَفْيِ آخرَ. مجاز الآية: أن اللَّه أقسم بـ "صاد والقرآن ذي الذكر إن الذين كفروا" {فِي عِزَّةٍ} حَمِيّةٍ وتَكَبُّرٍ، {وَشِقَاقٍ (٢) أي: خلافٍ وفراقٍ وعداوةٍ لِمُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومحل "لاتَ" نصبٌ على التَّنْزِيهِ والنفي (٩)، و"مَناصٍ" خفضٌ بالإضافة.


(١) حكاه الثعلبي بغير عزو في الكشف والبيان ٨/ ١٧٦، وينظر: تفسير القرطبي ١٥/ ١٤٤.
(٢) ص ٥٤.
(٣) هذا قول الزَّجّاج والكوفيين، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣١٩، إيضاح الوقف والابتداء ص ٨٦١، كشف المشكلات ٢/ ٢٥٨، زاد المسير ٧/ ٩٩، الفريد ٤/ ١٥، وأجازه الفارسي في الإغفال ١/ ١٠٣ - ١٠٤، وَرَدَّهُ الفراءُ بأنه قد طال الفصلُ بينهما، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٩٧، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٧٦.
(٤) ص ٦٤.
(٥) ينظر قوله في عين المعانِي ١١٣/ أ، تفسير القرطبي ١٥/ ١٤٤، البحر المحيط ٧/ ٣٦٧، الدر المصون ٥/ ٥٢٠.
(٦) حكاه الثعلبي بغير عزو في الكشف والبيان ٨/ ١٧٦.
(٧) معانِي القرآن ٢/ ٣٩٦، ٣٩٧، ومعنى كلامه أن فيه تقديمًا وتأخيرًا.
(٨) تأويل مشكل القرآن ص ٥٣٦.
(٩) هكذا في الأصل، ولا أعرف ما يعنيه بذلك؛ لأن "لاتَ" حرف لا موضع له من الإعراب، ويبدو أنه يريد "حِينَ" لأنه تحدث بعده عن "مَناصٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>