للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠)} فالأبواب عند أبِي عَلِيٍّ الفارسيِّ وأصحابِهِ مرفوعٌ على البدل من المضمر في "مُفَتَّحةً" (١)، لأن أبواب الجِنانِ من الجِنانِ، فهي بعضها، وقال الفراء (٢): المعنى: مُفَتَّحةً لهم أبْوابُها، والعرب تجعل الألف واللام (٣) خَلَفًا من الإضافة. وقال الزجّاج (٤): المعنى: مُفَتَّحةً لهم الأبوابُ منها، والألف واللام للتعريف لا للبدل.

ورفعت {الْأَبْوَابُ} لأنها اسمٌ لِما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ (٥)، وأجاز الفراء نصب الأبواب على أن "مُفَتَّحةً" للجنات (٦). و"جَنّاتِ" فِي موضع نصبٍ على البدل من قوله: {لَحُسْنَ مَآبٍ}.


(١) قال الفارسي: "أن يكون بدلًا من المضمر في "مُفَتُّحةً"، كأنه على: فُتِحَت الجِنانُ أبْوابُها، فأُبْدِلَت الأبوابُ من الجنات لأنها منها وبعضُها، كما تقول: ضُرِبَ زيدٌ رَأْسُهُ". المسائل المشكلة ص ١٤٣، وقال مثله في الإغفال ٢/ ٥٢٤، ٥٢٩، والإيضاح العضدي ص ١٨٠، ولكنه في المسائل البصريات ص ٥٦١؛ ٥٦٤ أجاز مجيء "أل" عوضًا من الضمير، وإن كان قد عَدَّهُ ضعيفًا.
وقد رَدَّ ابنُ الطراوة تخريج الفارسي للآية على البدل، فقال: "وزعم [يعني الفارسي] أن الأبواب من قوله: {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: ٥٠]، مرتفع على البدل من المضمر في "مُفَتُّحةً"، لا على "مُفَتَّحةً"، لأنه لا عائدَ فبه على "جَنّاتِ عَدْنٍ"، وهذا نفسه يلزم في البدل؛ لأن بدل البعض والاشتمال لا بد فيه من عائد على الأول، فالذي فَرَّ عنه وقع فيه". الإفصاح ببعض ما جاء من الخطأ في الإيضاح ص ٥٢، وينظر أيضًا: شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ١٧١.
(٢) معانِي القرآن ٢/ ٤٠٨.
(٣) في الأصل: "الألف والضمير".
(٤) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٣٧ بتصرف من المؤلف في نص الزجاج.
(٥) يعني أن الأبواب نائب فاعل لـ "مُفَتَّحةً"، وهذا ما قاله النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٤٦٨.
(٦) قال الفراء: "ولو قال: مُفَتَّحةً لهم الأبْوابَ على أن تجعل المفتحة في اللفظ للجنات، وفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>