للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال صاحب إنسان العين (١): في {مُفَتَّحَةً} ضمير الجنات، و {الْأَبْوَابُ} بدل الاشتمال، ولا ترفع {الْأَبْوَابُ} بـ {مُفَتَّحَةً} على جعل الألِف واللام بدل الضمير، على تقدير: أبوابها، إذْ لو جاز ذلك لقالوا: هِنْدٌ حَسَن الوَجْهُ، لا: حَسَنة الوَجْهَ، كما قالوا: حَسَنٌ وَجْهُها (٢)، ويَبْعُدُ أن يكون التقدير: مُفَتَّحةً لهم الأبوابُ منها؛ لأن الصفة موضع التخصيص، فلا يحسن الحذف منها (٣)،


= المعنى للأبواب، فيكون مثل قول الشاعر:
وَما قَوْمي بِثَعْلَبةَ بْنِ سَعْدٍ... وَلا بِفَزارةَ الشُّعْرِ الرِّقابا
والشُّعْرَى رِقابا، ويروى: الشُّعْرِ الرِّقابا، وقال عَدِيٌّ:
مِنْ وَلِيٍّ أوْ أخِي ثِقةٍ... والبَعِيدِ الشّاحِطِ الدّارا
وكذلك تجعل معنى الأبواب في نصبها، كأنك أردت: مُفَتُّحةَ الأبوابِ، ثم نَوَّنْتَ فنَصَبْتَ". معانِي القرآن ٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩.
(١) قال السجاوندي: "قرأ أبو حيوة: "جَنّاتُ" و"مُفَتَّحةٌ" بالرفع أي: هو جنات. . . الأبوابُ، أي: منها، فتكون الألف واللام للتعريف، لا بَدَلًا عن الهاء بتقدير: أبوابها، إذِ الحرفُ لا يصلح بدلًا عن الاسم. . . وقيل: الأبواب بدل من الضمير في "مُفَتَّحة"، إذِ الأبوابُ بَعْضُ الجناتِ، فلم يُحْتَجْ إلَى العائدِ، ولا يُرْفَعُ فاعلان بفعل واحدٍ، وقيل: تقديره: أبْوابُها مُفَتَّحةٌ، فلما قُدِّمَ انتصب". عين المعانِي ورقة ١١٤/ أ.
(٢) هذا من كلام السجاوندي أيضًا، وقد ذكر الفارسي أن الألف واللام في "الأبْوابُ" لو كانت عوضًا من الضمير لوجب نصب "الأبواب"، كما في قولهم: مَرَرْتُ بامرأةٍ حَسَنةٍ الوَجْهَ بالنصب، فلما كانت الأبواب مرفوعةً دَلَّ ذلك على أن "أل" ليست عوضًا من الضمير، ينظر: الإغفال ٢/ ٤٢٥، ٥٢٥، المسائل المشكلة ص ١٤٢ - ١٤٣.
(٣) وهذا أيضًا من كلام السجاوندي، وقال الهمدانِيُّ: "وقيل: التقدير: مُفَتَّحةً لهم الأبوابُ منها، فحذف "مِنْها" كما حذف "مِنْهُ" في قولهم: السَّمْنُ مَنَوانِ بِدِرْهَمٍ؛ لأن خبر المبتدأ قد يُحْذَفُ بِأسْرِهِ، هاذا جاز أن يُحْذَفَ جَمِيعُهُ، جاز أن يُحْذَفَ بَعْضُهُ". الفريد ٤/ ١٧٣، ثم قال رَدًّا على هذا القول: "وليست الصفة كذلك؛ لأنها موضع تخصيص، ولو استحسنوا هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>