للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَإسْباغُ الوُضُوءِ فِي الشَّتَواتِ (١)، ونَقْلُ الأقْدامِ إلى الجَماعاتِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَأمّا الدَّرَجاتُ فَإفْشاءُ السلامِ، وإطْعامُ الطَّعامِ، والصَّلاةُ بِاللَّيْلِ والنّاسُ نِيامٌ" (٢).

{إِنْ يُوحَى إِلَيَّ}؛ أي: ما يُوحَى إلَيَّ {إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠)} قال الفراء (٣): إن شئت جعلت {أَنَّمَا} في موضع رفعٍ، كأنك قلت: ما يُوحَى إلَيَّ إلا الإنذارُ، وإن شئتَ جعلتَ المعنى: ما يوحى إلَيَّ إلَّا لأنِّي نَذِيرٌ مُبِينٌ. وقرأ أبو جعفر: "إنّما" (٤) بكسر الألف؛ لأن الوَحْيَ قَوْلٌ.

قوله: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢)} يعني: لآدَمَ، نصبٌ على الحال {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣)} والعرب تؤكد بـ "أجْمَعِينَ" و"أكْتَعِينَ" (٥)، فدخلت


(١) الشَّتَواتُ: جمع شَتْوءة، وهي اسم مَرّةٍ من قولهم: شَتا بالمكان شَتْوًا وشَتْوةً. اللسان: شتو.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٣٦٨، ٤/ ٦٦، ٥/ ٢٤٣، ٣٧٨، والترمذي فِي سننه ٥/ ٤٤؛ ٤٧ أبواب تفسير القرآن: سورة ص.
(٣) معانِي القرآن ٢/ ٤١، وصعنى كلامه أن قوله تعالى: {أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [ص: ٧٠]، في تأويل مصدر نائب عن الفاعل، ويجوز أن يكون فِي موضع نصب على نزع الخافض.
(٤) ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣١، المحتسب ٢/ ٢٣٤، الإتحاف ٢/ ٤٢٤.
(٥) ولكن يجب عند اجتماع هذه الألفاظ أو بعضِها تقديمُ "كُلٍّ" على "أجْمَعَ"، وتقديمُ "أجْمَعَ" على "أكتَعَ"، وتقديم "أكْتَعَ" على "أبْصَعَ"، وتقديم "أبْصَعَ" على "أبْتَعَ"، فهذا هو الترتيب الذي ذكره النحاة، قال الأزهري: "الليث: و"أكْتَعُ" حَرْفٌ يُوصَلُ به "أجْمَعُ" لا يُفْرَدُ". التهذيب ١/ ٣٠٣، وقال الأزهري: "أبو العباس عن ابن الأعرابِيِّ: البَصْعُ: الجَمْعُ، ومنه قولهم في التوكيد: جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون، إنما هو شيء يجمع الأجزاءَ، قال: وقال الفراء: يقولون: أجْمَعُونَ أكْتَعُونَ أبْصَعُونَ، ولا يقولون: أبْصَعُونَ حتى يتقدمه أ كْتَعُونَ". التهذيب ٢/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>