للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَمُتْ وسَيَمُوتُ، والمَيْتُ بالتخفيف: الذي فارقه الرُّوحُ، فلذلك لَمْ يخففه هاهنا، قال الخليل:

٢٠٤ - تُسائِلُنِي تَفْسِيرَ مَيْتٍ وَمَيِّتٍ... فَدُونَكَ قَدْ فَسَّرْتُ إنْ كُنْتَ تَعْقِلُ

فَما كانَ ذا رُوحٍ فَذَلِكَ مَيِّتٌ... وَما المَيْتُ إلَّا مَنْ إلَى القَبْرِ يُحْمَلُ (١)

فبَيَّنَ الفرقَ بينهما فِي البيت الأخير.

وقرأ ابن محيصن وابن أبِي إسحاق وابن أبِي عبلة وعيسى بن عمر: "إنّكَ مائِتٌ" بالألف "وَإنّهُمْ مائِتُونَ" (٢)، {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ


= فجعل المَيْتَ مخففًا من المَيِّتِ". معانِي القرآن وإعرابه ٢/ ١٤٤، وقال النحاس: "ومَيِّتٌ جائز أيضًا، وتخفيفه جائز عند غير أبِي عمرو بن العلاء، فإنه كان لا يجيز التخفيف في المستقبل". إعراب القرآن ٤/ ١١، وينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ٣٤٣.
(١) البيتان من الطويل، وقد نُسِبا للخليل بن أحمد في عين المعانِي، ورواية صدر الأول في تاج العروس:
أيا سائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ وَمَيِّتِ
تاج العروس: موت، وقد استبعد الأستاذ صبحي البصام أن يكون هذان البيتان لأبِي عمرو ابن العلاء أو للخليل، فقال: "إنما هما من نَمَطِ الشعر التعليمي الذي لا عهد للخليل بمثله، فكيف أبو عمرو؟ وهو بأسلوبه المُتَكَلَّفِ ومعناه الفاسدِ ليس مما يجوز أن يُلَطَّخَ بزمانهما". مقال بعنوان: "مَيِّتٌ بالتثقيل ومَيْتٌ بالتخفيف"، للأستاذ صبحي البصام، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد ٥٧، الجزء الثانِي ص ١٧٤، سنة ١٤٠٢ هـ، ١٩٨٢ م.
التخريج: تفسير النسفي ٣/ ٢١٩، عين المعانِي ورقة ١١٥/ أ، التاج: موت.
(٢) وبها قرأ أيضًا ابنُ الزبير واليمانِيُّ وابنُ أبِي غوث، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣١، المحتسب ٢/ ٢٥٣، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٥٤، الإتحاف ٢/ ٤٢٩، قال النحاس: "وهي قراءة حسنة، ومثل هذه الألف تحذف في السواد، ومائت في المستقبل كثير في كلام العرب، ومثله: ما كان مريضًا وإنه لَمارِضٌ من هذا الطعام". إعراب القرآن ٤/ ١١، وينظر أيضًا: الفريد للهمداني ٤/ ١٩١، البحر المحيط ٧/ ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>