للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما بعد هذا ظاهر الإعراب إلى قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} يعني: أفواجًا، وقيل: جماعاتٍ فِي تَفْرِقةٍ، واحدتها زُمْرةٌ واحدةٌ، وهو نصبٌ على الحال، ومثله في الإعراب قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} يعني الجنة.

واختلف النحاة في جوابه، فقال بعضهم (١): جوابه: "فُتِحَتْ أبْوابُها"، والواو مُقْحَمةٌ زائدة عند الكوفيين، تقديرها: حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً} (٢) يعني: ضِياءً، وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنها تفيد معنى، وهي للعطف هاهنا.

وقيل (٣): جوابه: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}، والواو ملغاةٌ، تقديره: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها، وقال بعضهم (٤): إن جوابه مضمرٌ،


(١) هذا قول الكوفيين. ينظر: معانِي القرآن للفراء ١/ ١٠٨، ٢٣٨، ٢/ ٢١١، ٣٩٠، ٣/ ٢٤٩، وينظر قولهم أيضًا في معانِي القرآن للنحاس ٦/ ١٩٦، إعراب القرآن ٤/ ٢٢، سر صناعة الإعراب ص ٦٤٦، ٦٤٧، الإنصاف ص ٤٥٦ وما بعدها.
(٢) الأنبياء ٤٨، وينظر ١/ ١٩٤.
(٣) قاله الأخفش فِي معاني القرآن ص ١٢٥، ٤٥٧، وحكاه عنه ابن الجوزي فِي زاد المسير ٧/ ٢٠١.
(٤) هذا قول الخليل وسيبويه، قال سيبويه: "وسألت الخليل عن قوله، جَل ذِكْرُهُ: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: ٧٣] أين جوابها؟ وعن قوله جَلَّ وعَلا: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: ١٦٥]، {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} [الأنعام: ٢٧]، فقال: إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر الجوابَ في كلامهم؛ لِعِلْمِ المُخْبَرِ لأيِّ شَيءٍ وُضِعَ هذا الكلامُ". الكتاب ٣/ ١٠٣، وهو أيضًا قول المبرد والزجاج، ينظر: المقتضب ٢/ ٧٧: ٩٩، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٦٤، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للنحاس ٦/ ١٩٧، إعراب القرآن ٤/ ٢٢، كشف المشكلات ٢/ ٢٧٧، الفريد ٤/ ٢٠٢، البحر ٧/ ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>