للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى الكلام: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} دَخَلُوها {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ}، وقال أبو عبيدة (١): جوابه مكفوفٌ عن خبره، والعرَب تفعل هذا لدلالة الكلام عليه، قال الأخطل فِي آخر قصيدة له:

٢١٢ - إذا ما خِلالٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَفَضَّلُوا... عَلَى النّاسِ فِي أنّ الأكارِمَ نَهْشَلا (٢)

واختلف القراء فِي قوله: "فُتِحَتْ"، فَخَفَّفَها أهْلُ الكوفة فِي الموضعين، وشَدَّدَها الباقون على التكثير (٣).

ومعنى قوله: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣) أي: طِبْتُمْ للجنة؛ لأن الذنوب والمعاصي مَخابِثُ في الناس، فإذا أراد اللَّه أن يُدْخِلَهُم الجنةَ غَفَرَ لهم


(١) مجاز القرآن ٢/ ١٩٢، وهو نفسه قول سيبويه.
(٢) البيت من الطويل للأخطل، وليس فِي ديوانه، قال البغدادي: "نسبه ابن يعيش إلى الأخطل، وله فِي ديوانه قصيدة على هذا الوزن والرَّوِيِّ، ولَمْ أجده فيها".
ويُرْوَى: "سِوَى أنّ حَيًّا"، ويُرْوَى: "خَلا أنّ حَيًّا".
اللغة: الخِلالُ: جمع خُلّةٍ، وهي الصداقة، وهي هنا بمعنى الصديق، تفضلوا: رَجَحُوا بالفضل والمزية، نَهْشَلٌ: أبو قبيلة، وهو نَهْشَلُ بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ونهشل بدل من الأكارم، والخبر محذوف؛ أي: أن الأكارم نهشلَ قد تفضلوا.
التخريج: مجاز القرآن ١/ ٣٣١، ٢/ ١٩٢، المقتضب ٤/ ١٣١، الخصائص ٢/ ٣٧٤، أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ٦٣، شرح المفصل ١/ ١٠٤، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ١٥، شرح الكافية للرضي ٤/ ٣٩٩، اللسان: نهشل، خزانة الأدب ١٠/ ٤٥٣، ٤٥٤، ٤٦١، ٤٦٢، التاج: نهشل.
(٣) قرأ بالتشديد نافعٌ وابنُ كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، ينظر: السبعة ص ٥٦٣، ٥٦٤، الإتحاف ٢/ ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>