للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على البدل من السوء (١)، وذلك أن اللَّه أغرقهم في الدنيا، وفي الآخرة لهم عذاب النار {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} صباحًا ومساءً، وأصل العرض إظهار الشيء، قال أبو جعفرٍ (٢): {غُدُوًّا} مصدرٌ جُعِلَ ظرفًا على السَّعةِ {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)} نصبٌ على الظرف أو مفعولٌ (٣)، ويريد ألوان العذاب غير الذي كانوا يعذبون به منذ أُغْرِقُوا.

قرأ أهل المدينة وأهل الكوفة إلا أبا بكرٍ ويعقوب: "أدْخِلُوا" بقطع الألف وكسر الخاء من الإدخال، وقرأ الباقون (٤) بوصل الألف وضم الخاء من الدُّخُولِ.

فمن قرأ بضم الخاء نصب "آلَ" على النداء المضاف، كأنك قلت: ادْخُلُوا يا آلَ فِرْعَوْنَ، ومن قرأ بالكسر نصبه بوقوع الفعل عليهم؛ أي: يقال للملائكة: أدْخِلُوا آلَ فرعون أشَدَّ العذاب، ومن قرأ بالوصل فهو على الأمر لهم بالدخول.


(١) ويجوز أن يكون "النّارُ" خَبَرًا لمبتدأ محذوف على تقدير سؤال: ما سُوءُ العَذابِ؟ فيقال: هو النار، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره "يُعْرَضُونَ عَلَيْها"، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٦٢، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٧٦، إعراب القرآن ٤/ ٣٤، التبيان للعكبري ص ١١٢٠، الفريد ٤/ ٢١٥.
(٢) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٣٥.
(٣) يعني أن "أشَدَّ" إما أن يكون ظرفًا، والتقدير: في أشد العذاب، كما تقول: دَخَلْتُ الدّارَ، أي: في الدار، وإما أن يكون مفعولًا ثانيًا لـ "أدْخِلُوا" على حذف الجار، ينظر: الحجة للفارسي ٣/ ٣٥٢، الفريد ٤/ ٢١٦، الدر المصون ٦/ ٤٥.
(٤) قرأ عليٌّ وقتادةُ وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، وعاصم في رواية أبِي بكر عنه، وابنُ محيصن واليزيديُّ والحسنُ: "ادْخُلُوا" بوصل الهمزة، وقرأ الباقون، وحفصٌ عن عاصم بقطع الهمزة، ينظر: السبعة ص ٥٧١ - ٥٧٢، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٢٠، البحر المحيط ٧/ ٤٤٨، الإتحاف ٢/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>