للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِعْلٍ، أي: ذَكَرْنا قُرْآنًا (١)، والخامس: على الحال (٢)، والسادس: على القطع (٣).

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} يعني: القرآن بشيرًا لأولياء اللَّه بالجنة، ونذيرًا لأعدائه بالنار، وهما نعتان، أو حال للقرآن (٤).

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} يا أهل مكة {بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} استفهامُ إنكارٍ، والمعنى: خَلَقَها وخَلَقَ السماواتِ فِي يومينِ، ويَدُلُّ على ذلك قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (٥)، أي: قَضَى خَلْقَهُنَّ وخَلْقَ الأرضِ فِي يومينِ: الأحدِ والاثنينِ، ولو أراد أن يَخْلُقَهُما فِي لَحْظةٍ واحدةٍ لفَعَلَ، ولكنه أحب أن يُبْصِرَ الخَلْقُ وُجُوهَ الآيات والقدرة على خلق السماوات والأرض، ولأنّ المخلوقين كُلَّهُمْ والملائكةَ المقربين لو اجتمعوا على أن يخلقوا مقدارَ ذَرِّةٍ فقط ما قَدَرُوا (٦).


(١) هذا قول ثالث للأخفش، قاله في معاني القرآن ص ٤٦٤، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٢٨٥.
(٢) وصاحب الحال: "آياته"، وهذا قول الزجاج ومكي، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٧٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٦٩، وقيل: صاحب الحال هو الكتاب، ينظر: البيان للأنباري ٢/ ٣٣٦، الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ٢٢٣، البحر المحيط ٧/ ٤٦٣.
(٣) هذا قول آخر للكسائي والفراء، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ١١، وينظر قول الكسائي في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٤٧، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٣٧.
(٤) ذهب الزجاج والنحاس إلى أن "بَشِيرًا" نعت للقرآن، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٧٩، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٢٤٢، ويرى الفراء أن "بشيرًا" حال أخرى من "كِتابٌ"، ويرى مَكّيٌّ أنه حال من الآيات، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٦٩، و"نَذِيرًا" حكمه في الإعراب حكم "بَشِيرًا"، وينظر: البيان للأنباري ٢/ ٣٣٦، الفريد للهمداني ٤/ ٢٢٤.
(٥) فصلت من الآية ١٢.
(٦) من أول قوله: "ولو أراد أن يخلقهما"، قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>