للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل شهرٍ نَحْسٌ؛ لأن اللَّه تعالى سَلَبَ فيه مُلْكَ أيُّوبَ، وأرْسَلَ عليه البلاءَ، وفيه سَلَبَ مُلْكَ سُلَيْمانَ، وفيه قَتَلَتِ اليَهُودُ الأنبياءَ، فجعله اللَّه تعالى نَحْسًا، ويومُ أحَدٍ وعشرين من كل شهرٍ نَحْسٌ؛ لأن اللَّه تعالى خَسَفَ فيه بقوم لُوطٍ، ومَسَخَ سَبْعَمِائةِ نصرانِيٍّ خَنازِيرَ، ومَسَخَ اليَهُودَ قُرُودًا، وفيه شَقَّ اليَهُودُ زَكَرِيّا بالمَناشِيرِ، فجعله اللَّه نَحْسًا، واليوم الرابع والعشرون من كل شهرٍ نَحْسٌ؛ لأن اللَّه تعالى خَلَقَ فيه فِرْعَوْنَ، وفيه وُلدَ، وفيه ادَّعَى الرُّبُوبِيّةَ، وفيه غَزِقَ، وفيه أرْسَلَ اللَّهُ تعالى الطوفانَ والجراد والقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ على قوم فرعون، فجعله اللَّه نَحْسًا، واليوم الخامس والعشرون من كل شهرٍ نَحْسٌ؛، لأن فيه شَقَّ النُّمْرُوذُ بنُ كَنْعانَ بُطُونَ سبعين ألفَ امرأةٍ، وفيه طُرِحَ الخَلِيلُ فِي النار، وفيه غَرِقَتْ ناقةُ صالحٍ، وفيه دَمْدَمَ اللَّهُ على قوم صالحٍ، فجعله اللَّه نَحْسًا، ومن الأربعاء من آخر الشهر نَحْسٌ؛ لأن اللَّه تعالى سَمّاهُ يَوْمَ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ، وفِي قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (١)، فكانت فِي يوم الأربعاء من آخر الشهر، وفِي قوله تعالى فِي قوم صالح: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} (٢)، كانت يوم الأربعاء من آخر الشهر، فَبَيَّنَ اللَّهُ تعالى الأيامَ النَّحِساتِ فِي كتابه؛ لِيَتَجَنَّبَ فيها العاقلُ سَبْعَ خِصالٍ، فإنه مَنْ فَعَلَ من ذلك شيئًا أصبح من الخاسرين، فاجْتَنِبُوا فيهن حَفْرَ الآبار، وغَرْسَ الأشجار، واجْتَنِبُوا فيهن الدخولَ على النساء عند العُرْسِ، واجتنبوا فيهن شَرَّ البهائم والخَدَمِ، ولُبْسَ الثياب الجُدُدِ، واجتنبوا فيهن النكاح والتزويجَ، واللَّه يهدي من يشاء إلى ما يريد" (٣).


(١) الذاريات ٤١.
(٢) الذاريات ٤٤.
(٣) رواه الفَتَّنِيُّ في تذكرة الموضوعات ص ١١٥، وقال: "قال ابن حجر: هذا كَذِبٌ على ابن عباس، لا تَحِلُّ روايته"، وينظر: اللآلئ المصنوعة ١/ ٤٤١، الفوائد المجموعة ص ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>