للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على آخرهم، فلا يُزادُ فيهم ولا يُنْقَصُ قالوا: فَفِيمَ العَمَلُ يا رسول اللَّه؟ قال: "اعملوا وسَدِّدُوا وقارِبُوا، فإن صاحب الجنة يُخْتَمُ له بعمل أهل الجنة وإنْ عَمِلَ أيَّ عَمَلٍ، وإنّ صاحب النار يُخْتَمُ له بعمل أهل النار وإنْ عَمِلَ أيَّ عَمَلٍ، فَرَغَ اللَّهُ من خَلْقِهِ ثم قرأ: "فَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" (١).

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً} يعني كفار مكة، يجعلهم اللَّه على مِلّةِ الإسلام وحدها {وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} يعني دينه الإسلام، وهم المؤمنون {وَالظَّالِمُونَ} يعني مشركي مكة {مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ} يعني قريبًا ينفعهم في الآخرة، ويدفع عنهم العذاب {وَلَا نَصِيرٍ}؛ أي: ناصر ومانع يمنعهم من عذاب النار.

و {وَالظَّالِمُونَ} مرفوعون بالابتداء، وقال تعالى في آخِرِ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (٢): {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (٣)، والفرق بينهما: أن ذلك بعده "أعَدَّ"، وليس بعد هذا فعل، فأُضْمِرَ لذلك فِعْلٌ تقديره: فَأوْعَدَ الظّالِمِينَ عَذابًا أليمًا (٤).

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} تقدم تفسيره (٥)، وهو مرفوع


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ١٦٧، والترمذيُّ في سننه ٣/ ٣٠٤، ٣٥٥ أبواب القَدَر: باب ما جاء أن اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنة وأهل النار، ورواه النسائي في السنن الكبرى ٦/ ٤٥٢ - ٤٥٣ كتاب التفسير: سورة الشورى، وينظر: الكامل في الضعفاء ٥/ ٢٩٤ - ٢٩٥، شفاء الصدور ورقة ٢٤٦/ أ، الكشف والبيان ٨/ ٣٠٤، لسان الميزان ٤/ ٩٣، قال ابن حجر: "هو حديث منكر جدًّا".
(٢) الإنسان ١.
(٣) الإنسان ٣١.
(٤) قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٧٣.
(٥) يعني في أول سورة فاطر ص ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>