للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على إضمار مبتدأ، أو يكونُ نعتًا (١)، قال الكسائي (٢): ويجوز: فاطِرَ السَّماواتِ والأرْضِ بالنصب على النداء، وقال غيره (٣): على المدح. ويجوز الخفض على البدل من الهاء التي في "عَلَيْهِ" في قوله تعالى: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (٤).

وقوله: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} وإنما قال: {مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}، لأنه خَلَقَ حَوّاءَ من ضِلَعِ آدَمَ، والمعنى: جعل لكم من مِثْلِ خَلْقِكُمْ نِساءً {وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا} أصنافًا ذكورًا وإناثًا {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}؛ أي: يخلقكم في الأرحام فيما بين الزوجين، وقال ثعلب (٥): معناه: يُكَثِّرُكُمْ في هذا الفعل، والهاء راجعة على الخَلْقِ. وقيل: "فِي" بمعنى الباء، وهو قول الزجاج والفراء (٦)، والمعنى: يَذْرَؤُكُمْ بِهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} يعني: فِي القدرة، وقال ابن عباس: ليس له نظير.


(١) هذا الوجهان قالهما النحاس ومَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٦٥، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٧٦، وذكر بعض العلماء أنه يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر لقوله: "ذَلِكُمْ"، وأنه يجوز أن يكون بدلًا من "رَبِّي" أو مبتدأ والخبر "جَعَلَ لَكُمْ"، ينظر: كشف المشكلات للباقولي ٢/ ٢٩١، البيان للأنباري ٢/ ٣٤٥، الفريد للهمداني ٤/ ٢٣٧، الدر المصون ٦/ ٧٦.
(٢) ينظر قوله في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٧٣، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٧٦، الفريد للهمداني ٤/ ٢٣٧، الدر المصون ٦/ ٧٦.
(٣) ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٤/ ٧٣، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٧٦، الدر المصون ٦/ ٧٦.
(٤) الشورى ١٠، وهذا قول النحاس ومكي، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٧٣، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٧٦، وقد قرأ: {فاطِرِ} بالخفض زيدُ بن عَلِيٍّ، ينظر: تفسير القرطبي ١٦/ ٧، البحر المحيط ٧/ ٤٨٨.
(٥) مجالس ثعلب ص ١٧٧، ٢٣١.
(٦) معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٢، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>