للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوجه قراءةُ مَنْ قَرَأ: "وَيَعْلَمُ" رفعًا؛ لأنه يقطعه من الأول، ويجعله جُمْلةً معطوفةً على جُمْلةٍ (١)، ومَنْ قَرَأ بالنصب قال الفراء (٢): هو مردودٌ على الجزم، إلا أنه صُرِفَ، والجزم إذا صُرِفَ عنه مَعْطُوفُهُ نُصِبَ.

ومن قرأ بالكسر فموضعه جزم بالعطف على قوله: {وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ}، وهو جزم؛ لأنه معطوف على جواب الشرط، وهو قوله: {يُسْكِنِ الرِّيحَ} (٣).

قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} يعني القِصاصَ في الجِراحاتِ والدِّماءِ، وقيل (٤): هو جواب القبيح بمثله، إذا قال: أخْزاكَ اللَّهُ، يقول: أخْزاكَ اللَّهُ، من غير أن يعتدي، وإذا شَتَمَهُ بِشَتِيمةٍ رَدَّ عليه مِثْلَها من غير زيادة، ويُسَمَّى


= التخريج: ديوان أبِي الأسود ص ١٣٠، الكتاب ٣/ ٤٢، معانِي القرآن للفراء ١/ ٣٤، ١١٥، ٤٠٨، المقتضب ٢/ ٢٥، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٨٨، إعراب القراءات السبع ١/ ١٥٤، الصاحبي ص ١٥٦، الأزهية ص ٢٣٤، الحلل ص ٢٦٠، إصلاح الخلل ص ٢٤٥، البيان للأنباري ١/ ١٤٦، ٣٨٦، شرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٢، شرح المفصل ٧/ ٢٤، أمالي ابن الحاجب ص ٨٦٤، شرح التسهيل لابن مالك ٤/ ٣٦، رصف المبانِي ص ٤٢٤، اللسان: عظظ، ومغني اللبيب ص ٤٧٢، الجنى الدانِي ص ١٥٧، المقاصد النحوية ٤/ ٣٩٣، همع الهوامع ٢/ ٣١٢.
(١) والرفع أرجح عند سيبويه في مثل هذا، ينظر: الكتاب ٣/ ٢٨: ٤٦، ٨٤: ٩٢، وينظر أيضًا: إعراب القرآن ٤/ ٨٤ - ٨٥، الحجة للفارسي ٣/ ٣٦٣ - ٣٦٤.
(٢) معانِي القرآن ٣/ ٢٤.
(٣) ذكر سيبويه أن الرفع في مثل هذا هو وجه الكلام، ثم قال: "وقد بلغنا أن بعض القراء قرأ: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، وذلك لأنه حُمِلَ الفِعْلُ على موضع الكلام؛ لأن هذا الكلام في موضعٍ يكون جوابًا؛ لأن أصل الجزاء الفعل". الكتاب ٣/ ٩٠ - ٩١.
(٤) هذا قول ابن أبِي نُجَيْحٍ والسُّدِّيِّ ومجاهد، ينظر: جامع البيان ٢٥/ ٤٩، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٢١، الكشف والبيان ٨/ ٣٢٣، الوسيط ٤/ ٥٨، زاد المسير ٧/ ٢٩٣، القرطبي ١٦/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>